شهدت شركات مثل OpenAI استثمارات هائلة في فترة زمنية قصيرة، حيث جذبت مليارات الدولارات من الاستثمارات من كبرى الشركات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم. هذا النمو السريع في حجم الاستثمارات يمكن مقارنته بالطفرة التي شهدتها صناعة الإنترنت عند بداية ظهورها في التسعينيات، حيث تدفق المستثمرون بقوة لاقتناص الفرص المتاحة في سوق واعد وغير مستقر في نفس الوقت. ولكن مع هذا التدفق الكبير للأموال في مجال الذكاء الاصطناعي، يُثار سؤال حول مصير هذه الفقاعة الاستثمارية: هل تتفق مع المقولة أن الذكاء الاصطناعي أصبح فقاعة تبتلع الاستثمارات، وما هو المصير المحتمل لهذه الفقاعة؟
الذكاء الاصطناعي فقاعة تبتلع الاستثمار، هل تتفق مع هذه المقولة؟
نقطة نقاش جيدة، أرى التشابه الذي قد يكون دفعك لهذه المقارنة. في كلا الحالتين، حدث تدفق كبير للأموال في الشركات الناشئة للتسابق على الاستفادة من الفرص الواعدة في المجال. هذا، وأن الكل يتوقع الكثير من الذكاء الاصطناعي حاليا، وأنه سيؤثر على جميع جوانب الحياة بشكل مبالغ فيه أحيانا.
لكن، هناك فرق كبير. نحن اليوم لدينا البنية التحتية اللازمة لاستقبال مثل هذا التطور: أقمار إيلون ماسك، مراكز البيانات الضخمة المبنية تحت المدن، ... أظن أننا أكثر نضجا وتطورا مما كنا عليه بكثييير. كما أن الذكاء الاصطناعي يحقق بالفعل إيرادات عالية لعدد من الشركات الناشئة، ولديهم خطط واضحة ومنطقية للتطور، والبناء فوق ما لديهم (ليست توقعات للمستقبل دون أي أساس على الواقع).
أفهم وجهة نظرك، وأرى أن على المستثمرين الحذر من الوقوع في فخ الاستثمار في شيء ليس له مستقبل. فليس كل الشركات الموجودة حاليا ستنمو كما تتوقع، ولا يجب إهمال وجود من يخطط للسيطرة على أسواق تكنولوجية معينة من الآن. لكن الواضح أن الذكاء الاصطناعي جاء ليبقى، وينمو. كيف سينمو؟ وفي أي المجالات سيكون النمو أكثر من غيره، والفائدة أكبر؟ هذا هو السؤال.
أتفق معك أن هناك بنية تحتية قوية تدعم تطور الذكاء الاصطناعي حاليًا، وهذا بالتأكيد يعطيه فرصة أكبر للنمو والاستدامة مقارنة بما كان لدينا في الماضي. وجود أقمار إيلون ماسك ومراكز البيانات الضخمة هي أمثلة على هذا التقدم.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن التاريخ يعلمنا أن التوقعات الكبيرة يمكن أن تؤدي أحيانًا إلى فقاعة استثمارية. حتى مع البنية التحتية القوية والخطط الواضحة للشركات الناشئة، يبقى هناك عدم يقين فيما يخص سرعة وحجم النمو في المستقبل. قد يكون الذكاء الاصطناعي هنا ليبقى، لكن التحدي يكمن في تحديد المجالات التي ستشهد أكبر قدر من النمو والفائدة.
لذا، أعتقد أن الحذر مطلوب من قبل المستثمرين، مع التركيز على الشركات التي تظهر علامات قوية على تحقيق إيرادات مستدامة ولديها رؤية واضحة ومستدامة للمستقبل.
لكن ما المانع في أن نتابع هذه الشركات ونحلل أداءها بشكل دوري لنرى كيف يتطور السوق؟
كل ما هو جديد وفعال سيجذب اهتمام الأجيال المختلفة ويستثمر فيه الناس، بالرغم أن الذكاء الاصطناعي موجود منذ فترة إلا أنه لا يزال يعتبر حديثاً وعصرياً، ويمكن الاستثمار في تطوراته مثل الاستثمار في الميتافيرس وبرامج الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل Suno وغيرها، فالنظام الرأسمالي يعتمد على مبدأ المال مقابل الخدمة أو المنتج، وكلما توسع هذا المنتج زاد فعالية الاستثمار فيه، ولكن متى سيتراجع الاستثمار؟ قد يحدث ذلك عندما تتوقف عملية التطوير والتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي، برأيك ما هي العوامل الأخرى التي قد تؤثر على مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟
جميل يا سارة، لكننا شهدنا ارتفاعات في الأسهم لشركات الذكاء الاصطناعي فماذا لو وصلت إلى أرقام قياسية من الارتفاع؟ كيف يكون مصيرها؟ أنا شخصيا أمثلها بالشيء الذي يسقط من جبل إلى الهاوية.
وهذا الأمر ليس جديدا بل حدث سابقا مرات عديدة كما حدث في أوقات سابقة مع فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وأزمة الرهن العقاري في 2008، حيث شهدت الأسواق ارتفاعات هائلة تلتها هبوط حاد.
أو ربما الذكاء الاصطناعي سيبتلع النظام المالي نفسه!
فمثال الانترنت في التسعينات قد ابتلع التلفاز والصحف والسينما والتجمعات والتواصل والاتصالات، وقد قيل عنه أنه فقاعة، وأذكر شريك بيل جيتس وشريك ستيف جوبز وغيرهم من الذين انسحبوا سريعًا من هذا المجال بعد تحقيق أرباح ظنوها هائلة وقريبة من الحد الأقصى للمجال.
المصير المحتمل هو أن هذا المجال سيكبر ويتدخل في كل شيء من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا، وهذه الفقاعة يمكنها أن تجذب الاستثمارات إلى أن يظهر شيئا ما أكثر ثورية، وما هو الأمر الأكثر ثورية من الذكاء الاصطناعي! غالبا لا يوجد لذا الأمر سيكبر اكبر مما نتخيل في حجم الاستثمارات.
التحليل بأن الذكاء الاصطناعي سيكبر ويتدخل في كل شيء هو تفاؤل مشروع، ولكن من الضروري توخي الحذر. مثال قوي يمكن الاستشهاد به هو الفقاعة العقارية في اليابان في الثمانينيات. توقع الجميع أن أسعار العقارات ستستمر في الارتفاع بلا نهاية، ما أدى إلى استثمارات ضخمة وتضخم غير مستدام. عندما انفجرت الفقاعة، تعرض الاقتصاد الياباني لأزمة استمرت عقودًا، مما يذكرنا بأن أي مجال، مهما كان ثوريًا، يمكن أن يصل إلى نقطة تضخم تنتهي بتصحيح كبير. لذا، رغم أن الذكاء الاصطناعي يبدو الآن قمة التطور، علينا أن نتوقع إمكانية ظهور تقنيات جديدة أو حدوث تصحيحات مؤلمة في السوق.
أظن أن كلمة فقاعة هذه تؤؤل إلى الإنفجار، يمكننا قول أنها زوبعة، أو دوامة الإستثمارات، ستتطور وتتحسن مع مرور الوقت وستصبح الحياة مختلفة بشكل كبير مثل الإنترنت الأن.
نحن نتكلم بشكل أساسي عن أرباح الاستثمار في المستقبل. أما ترى أن تقييمات الشركات والجولات الاستثمارية أصبحت مبالغا فيها في 2024، فميكروسوفت وحدها استثمرت في OpenAi ما يزيد عن 300 مليار دولار.
تخيل يا صديقي أن حجم الدين الخارجي لمصر مثلا هو 165 مليار دولار، يعني ميكروسوفت استثمرت وحدها في OpenAi ضعف دين مصر الخارجي.
التعليقات