في السنة الأخيرة في تخصصي في مجال الاقتصاد، طرح علينا أستاذ الأسواق المالية سؤالا حول قراراتنا التي نتخذها كاقتصاديين في حال امتلاكنا لمبلغ معين من المال وطلب منا أن نقوم ببحث حول الموضوع قبل اتخاذ القرار. وبعد استطلاع الأمر وجدت أنني أمتلك ثلاث خيارات:

  • تحويل المدخرات إلى الدولار
  • شراء الذهب
  • الاستثمار

بموجب اتفاقية بريتون وودز تم تحويل الدولار إلى عملة احتياطيات عالمية مقابل ربطها بتغطية ذهبية وهو ما يساهم بتحقيق أكبر قدر من الثبات في السياسات النقدية وضمنا سعر الصرف. وقد فرض هذا الأمر على الدول أن تربط عملتها بالدولار وتغطيتها بما يعادلها بالذهب. ورغم إعلان إيقاف تطبيق هذا النظام في العام 1971 إلا أنه لا يزال ساري المفعول فعليا إذ أن العديد من المصارف المركزية حول العالم تقوم بتأمين تغطية الكتلة النقدية بالذهب. وهذا الإجراء لا يختص بالمصارف إذ أننا كأفراد ومستثمرين نلجأ إلى هذا الخيار في الكثير من الأحيان وذلك للحفاظ على قيمة مدخراتنا رغم العنصر الزمني. إلا أن الذهب شهد في الآونة الأخيرة تقلبات شديدة وهو ما أثار الشكوك حول فكرة الآمان التي يحققها. فما سبب التقلبات في قيمته؟

باختصار: فإن انخفاض قيمة الدولار نتيجة ارتفاع الفوائد التي يفرضها عليه البنك الفيدرالي يدفع الأفراد إلى الإحجام عن حفظ مدخراتهم بالدولار واللجوء إلى الذهب فيزيد عليه الطلب فيرتفع سعره.

في ما يخص البحث، أجبت أنني أفضل حفظ مدخراتي بالذهب. ولكنني اليوم صرت أشك بخياري إذا ما كان لا يزال صحيحا في الوقت الذي يشهد فيه الذهب تقلبات حادة. فإذا افترضنا أنني اشتريت الذهب بقيمة مرتفعة وما لبث أن انخفضت قيمته في الوقت الذي أحتاج فيه إلى تحويله إلى الدولار لفتح مشروع خاص بي، فهنا الخسارة أمر لا مفر منه.

ومن هنا وبرأيكم، ما هو الحل الأفضل للحفاظ على قيمة مدخراتنا، هل هو الذهب أم الدولار أم الاستثمار؟ وإذا كان اختياركم الذهب فكيف يمكن الحد من مخاطر تقلبات سعره؟