أعطوني تويتر وسأدفع ٤٣مليار دولار! هكذا بدا لي أيلون ماسك يطلب مايشاء وما يحب، دون اكتراث. فلا يهمه إذا كان المساهمون يودون البيع أم لا؟ و يهدد: بأنه إن لم يستحوذ عليه سينسحب تماماً.

أما شركة تويتر فتعلم أن هذا الإنسحاب ليس لصالحها خاصةً؛ وأنه قبل أن يقدم على هذا الأمر أو بالأحرى حينما كان يخطط له؛ أعلن على الملأ وعبر توتير نفسه: أنه سينشئ منصة خاصة، وكان في ذلك تهديدًا واضحًا لعملاق منصات التواصل الإجتماعي. 

وحين أعلن "أيلون ماسك" عن أسهمه عرضت عليه توتير: الانضمام لمجلس إدارتها،إلا أنه رفض! فتوقعت الشركة رغبته بتكبير حجم حصته. خاصة أن قوانينها تمنع تَملك أعضاء مجلس الإدارة لأكثر من 15% من أسهم الشركة . ومن هنا قررت إعطاؤه "حبة السم" من خلال الاستراتيجية التي تبنتها لمحاولة درء استيلاء استحواذي عدائي موشك من قبل "ماسك" و الذي بدوره قرر ابتلاعها؛ وعبر عن تهديد واضح بأنه سيحصل على الأسهم من المساهمين أنفسهم ! ومن هنا سيتذوق طباخ السم طبخته وستقع شركة تويتر بمأزق حقيقي لا يمكنها إنكاره خاصة وأنه يمتلك أكثر من أربعة أضعاف نسبة 2.25 ٪ التي يمتلكها المؤسس المشارك لتويتر، "جاك دورسي".

ولا تستطيع تويتر أن تنكر ارتفاع سعر أسهمها حين أعلن ماسك عن حصته فيها؛ بأكثر من 27٪ الاثنين الماضي. وشعر العديد من موظفي الشركة مع ذلك بالاستياء من الإعلان عن أن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا أصبح أكبر مساهم في الشركة نظرًا لتخوفهم من نتائج ذلك عليهم وما هو مصيرهم. لكني أعتقد أن ماسك أذكى من ذلك وسيعمل من أجل كسب الكادر الوظيفي في تويتر لصالحه.

لكن لماذا يريد أيلون ماسك السيطرة على تويتر ؟ هل بالفعل هو يسعى لدعم حرية التعبير ؟

رد" ماسك "على ذلك ل TED2022 قائلاً: (أنه غير مهتم بالحصول على تويتر من أجل كسب المال واعتبر أنها ليست طريقة مناسبة لذلك ، و إنما عزى ذلك لكون امتلاك منصة عامة موثوق بها إلى حد كبير هو أمر مهم للغاية بالنسبة لمستقبل الحضارة ) 

وحين عرض أمر شراء "تويتر" قال عن نفسه: أنه الشخص المناسب لفتح الإمكانات "غير العادية" لمنصة التواصل الاجتماعي! 

(مستقبل الحضارة) و (إمكانات غير عادية) هذه العبارات غير الاعتيادية، لا تليق إلا به! هكذا يجعلنا نخرج من الصندوق لنفكر بماذا يرى ماسك في تويتر أكثر مما نراه؟ هل هذا يعني أن تويتر سيصل إلى المريخ؟ هل سنخاطب الفضائيين؟

ربما سيتحكم بالاقتصاد العالمي من خلاله أو أنه سيصنع حضارة مستقلة!

كان لتلك العبارات رنينها في آذان رواد التواصل الاجتماعي، لفتتني تغريدة تقول: ( الآن أسجل في تويتر لأول مرة من أجل وعود أيلون ماسك ) فالكثير من التوقعات اللامحدودة تخطر على بال الجميع هل سيصنع ما ينافس ميتا؟ أين سيؤخذنا ؟ 

لكن السيناريو الذي أميل إليه هو: أن أيلون ماسك لا يريد شراء تويتر وأنه يريد رفع سعر الأسهم التي قام بشرائها وبذلك يكون حقق ثروة في غضون عشرة أيام تقدر ب156مليون دولار.

برأيكم إذا كانت ثروة آيلون ماسك تقدر 185مليار دولار قال فيها ( أنفق نصف أموالي لحل المشاكل على الأرض، والنصف الآخر لإنشاء مدينة مكتفية ذاتيًا على المريخ لضمان استمرار الحياة _ من جميع الكائنات الحية_في حال ضرب نيزك الأرض أو حدثت حرب عالمية ثالثة) ما هو هدفه من الاستحواذ على التويتر وأين سيصل به؟