عندما يرى الكثير ألاف الفيديوهات على الإنترنت التي تتحدث عن الثراء السريع باستخدام الدروب شبينج قد يتخيل نفسه على قائمة الأثرياء في خلال أيام من كثرة الوعود بأنه هو الحل السحري لكل مشاكلك المادية وأنك ستتمكن من خلاله من جني أموال طائلة دون دفع أى تكاليف. 

بعض الأراء المؤيدة ترى أنه فعلا الطريق السريع لجمع الملايين، فقط كل ما علينا هو إستغلال حسابنا على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع منتجات لا تملكها ولا تكلفنا شئ، فنحن لا نشتري المنتجات أصلا ولا ندفع تكلفة مخازن، وفوق ذلك نسحب أرباحنا من التاجر أو المصنع لتدخل في حسابنا ونصبح مليونيرات.

بينما أراء أخرى تري فكرة الثراء السريع وهم تخدعنا به الشركات لتسوق لهم منتجاتهم دون أن يبذلوا المجهود. فإذا كانت المسألة مربحة هكذا لماذا لا يقوم هؤلاء بالتسويق لأنفسهم وكسب تلك الملايين دون اللجوء إلينا. في الحقيقة هم فعلا يجنوا الملايين بسببنا، فتخيل معي أن عشرة أفراد قام كل منهم ببيع منتج واحد للشركة، تلك عشرة منتجات لها تكسب منها أرباحها ولكنها في النهاية هو منتج واحد لك قد تكسب فيه القليل. 

من تجربتي الشخصية في هذا المجال، أنني اشتركت في أحد المواقع التي تتيح فرصة الدروب شيبينج. وقمت بالتسويق للمنتجات لمدة ستة أشهر لم أبع فيها غير 7 منتجات، 3 من خلال إعلانات مدفوعة على الفيس بوك، 2 لأصدقائي، و 2 كانوا لي شخصيا. ولم تتعدي أرباحي العشرة جنيهات. لماذا؟ لأن أرباحي على موقع الجملة كانت 209 جنيه بينما تكلفت الإعلانات 200 جنيه. 

في رأي يمكن اعتبار الدروب شيبينج مجال رائع ومربح. لكن علينا ألا ننساق وراء فكرة جني الملايين دون عناء أو تكاليف. فهناك تكاليف دراسة التسويق الإلكتروني بشكل محترف ومصروفات بناء متجر إلكتروني جيد لجذب العملاء وإعلانات للوصول للعملاء المرتقبين. 

ما بين اصرار البعض على تحقيق الملايين من الدروب شيبينج وبين إتهام البعض أن الفكرة لن تحقق لك الثراء. هل أنت مع أم ضد؟