هل يكفي ان تكون الهدية في معناها؟ أم ان قيمتها ايضا مهمة

وأنتِ كنتِ تعتقدين أن الهدايا للتقدير فقط، طبيعة كونك أنثى

بالعكس يا استاذ مصطفى، أنا أؤيد تماما ان تكون للهديا قيمة مادية محترمة، ليس عن طمع ولكن عن حرص على أموالنا لأننا سنُسأل عنها. وفيما أنفقناها؟

كما انني لم اكن اتخيل أن البشر لديهم استعداد ان يتبادلوا 36 مليون صندوق شوكلاتة على شكل قلب تكلف البشرية 1.6 مليار دولار، في حين ان هناك بشر اخرون يتضورون جوعا وقد يلقون حتفهم، وربما لو صنعنا بهذه الاموال والموارد ارغفة الخبز لكفتهم ما يلاقونه من جهد الجوع وتضور الامعاء.

وبعد ذلك ندعي الرقة والانسانية، كيف ذلك؟

اقدر تمام ما تقومين به يا حسناء، في الحقيقة هو اتجاه في التهادي غير معروف في بلدنا، او ربما هو خاص بأبناء العائلة الواحدة ومن يقوم مقام الاخوةن ولكنه طريقة مفيدة ورائعة جدا . يمكنني القول انها مبتكرة.

فقد احجم عن زيارة طبيب الاسنان مثلا لعدم توافر التكاليف معي ، فأحصل على موعد كهدية ، انه اشبه بمن يحجز للعروسين على ياخت او في رحلة أو في فندق لقضاء ايام خاصة، كترفيه بعد مصاعب اتمام الزواج وتكاليفه المعروفة.

ولكن هل تقدم لك صديقاتك مثل هذه الهدايا؟ أم ما هي اكثر الهديا تفضيلا عندك؟

لست من النوع الذي يحب أن يتلقى أو يهدي هدايا غير مفيدة.

تفكير عملي وجيد ، أتعرفين يا ايمان، جرت العادة ان يقدم الناس الهدايا للعروسين بحيث يخففا عنهما من تكاليف التجهيزات، فيهدوهم أطقم المائدة والأكواب والمفارش واحيانا الملابس والعطور ، وانا ارحب بهذا الاتجاه.

وقد ذكرني هذا الامر ببعض الهدايا الغريبة التي تلقيتها اثناء ترتيبات زواجي، ربما وقتها لم يكن التفكير عمليا مثل هذه الايام، فقد اهدتني كثير من الصديقات قطع ديكور ، إحداها فيل صغير من خشب الزان وهي لم تعرف اني لا احب تماثيل الحيوانات او البشر الحقيقة افزع منها.

وواحدة ثانية اهدتني فازة للورد انقلها كل حين من ركن لأخر.

وثالثة اهدتني حجم مصغر جدا من طقم شاي: براد ولبانة وسكرية ، إنه مزخرف وجميل ولكن ليس له فائدة، هو ايضا تكسرت منه اجزاء كثيرة وهو ينتقل من طقطوقة لأخرى ومن رف لأخر، والحمد لله بقيت منه قطعة واحدة.

في القرى الريفية عندنا يقولون مثل شعبي مفادة: أن من تذكرني ولو بحفنة من التراب لهو افضل من الذي لم أخطر على باله.

وإلى حد ما ارى هذا المثال يفي بالغرض من المساهمة ويشرحها.

انا اعترض ان يتذكرني احدهم فيهديني بحفنة من التراب !! ، يمكنه ان يتذكرني ثم يهديني قيمتي أو لا يهديني ، يكفي ان يتصل هاتفيا أو يترك رسالة على الفيسبوك أو الواتس ... الخ.

لكنه إذا فكر ان يقدم هدية فعليه أن يفكر في ان قوة الهدية سوف تعني قوة الرسالة، بمعنى اخر : هدية قيمة وإلا فلا داعي لانفاق المال فيما لا طائل من وراءه.

صدقتي يا مها، في الحقيقة فالهديا تزيد المحبة وتوصل بقوة رسائل الود والامتنان.

ولكني ارى ان تكون لها قيمة مادية سواء قدمها رجل او إمرأة او طفل، ولن يتعارض ذلك مع كونها لها قيمة عاطفية.

ويمكننا ان نوازن بين مواردنا المالية وبين قيمة الهدية المادية ، فالقلم مثلا له نفع وفائدة وفي نفس الوقت سوف يحمل معاني الهدية.

وكذلك ميدالية المفاتيح ، والسبحة والمرأة ,,, والكثير والكثير من الهدايا رخيصة الثمن وتناسب الموادر المالية البسيطة وفي نفس الوقت لها لها معنى.

نحن كشعوب عربية تقلد ولا تنفرد بأفكارها ولا بتقاليدها

بقدر ما في كلمتك من صدق يا أ. عفيفة بقدر ما ألمتني، ولماذا نحن الشعوب العربية الشرقية المسلمة لا ننفرد بتقاليدنا ولا بأفكارنا ولا بتعاليم ديننا وصرنا نتمسك بتقليد فينوس إله الحب، والعياذ بالله.

لا نلوم الرجل على كثرة شراءه للورود وإنما النساء اللواتي يطالبن بها.

الحقيقة انا ألوم كلاهما، النساء عاطفيات وتحب المفاخرة بحب زوجها او خطيبها، والرجل يحب ان يرضي المراة ، ما هذا؟

ربما لو اقنعها بشكل ما أو بأخر، بأن الوردة مخلوق مثلنا، واننا لا يجب ان نحرمها الحياة إلا لسبب قوي، كأن نستخدمها في صناعة العطور مثلا او المشروبات ,,, الخ، وإلا فلنتركها تمارس حقها الطبيعي في الحياة ، وأقوى دليل على الحب هو الارتباط الذي سيجمع الحبيبين في حياة واحدة بحلوها ومرها... الخ

أو فليحضر هدية تعود على خطيبته بالنفع مثل كتاب أو فستان أو اباجورة ... اي شي مفيد وقيمته المادية وطبيعة استخدامه متروكة للتقدير الشخصي.

ولكن من غير الطبيعي ولا الانساني ان نقطف 224 مليون وردة ونبيعها بمليارات الدولارات مع علي الشيكولاتة على شكل قلب... شيء متعب لمجرد ان نتخيله.

يقولون ان قرش على قرش يصير جنية (الجنية + ١٠٠ قرش).

وبتطبيق نفس المثال على الهدية فمليار على مليار سيصبح تريليون، وحتى المليار في حد ذاته انه رقم ضخم جدا يمكن استخدامه في حل مشكلة المتعسرين والمديونين والمتعففين ويمكن استثماره في اقامة المصانع ليعمل الشباب والمساكن لتأوي المشردين.

وليس أجمل من ذلك للاحتفال بعيد الحب وبعيد الام وبرأس السنة ومولد الرسول والاف الاطنان من السكريات والمكسرات التي تصنع من الحلوى، إن لم يكن هذا الانفاق سفه، فماذا نسميه؟!!