بدافع زيادة التنافس وتحسين الأداء وتطوير الإنتاج، أجريت مسابقة على فريقين من الموظفين وكانت المهمة تتمثل في تحليل منظومة لبرنامج يختص بالدفاع المدني وتسجيل الأحداث والاشارات الواردة اليه عبر المواطنين أو حتى الجهات الحكومية ثم الاستعلام عنها وصياغة تقارير شاملة بكل حدث.

قسمت الفريقين حسب العدالة في العمر والكفاءة وحتى المهارة ما أمكن ذلك، بعد شهر تبين أن الفريق الثاني أنهى عمله بجد في حين أن الفريق الأول لم يصل إلى منتصف المشروع.

تمعنت في مشاكل الفريق الأول فوجدت أنهم رغم كونهم في فريق واحد فانهم يعملون بشكل منفصل ولا يفوضون العمل حسب التخصص، درجة التنسيق ضعيفة، لا يتوقفون عن العمل ومع هذا فنتاجهم نصف ما أنتجه الفريق الثاني، مكاتبهم غير مرتبة وتشكو إلى الله كثرة الورق والمسودات في حين الفريق الثاني تجده يرتب وينظم مقاعده مرتين يوميا بل ويرش العطور ويأخذ في منتص العمل ساعة يغلق الأجهزة واللابتوبات، يتناول طعام الغذاء ويصلي ثم يتبادلون أطرف الحديث ويعودوا للعمل وهم مفعمين بالنشاط، زدت فترة الراحة تناسقهم وتكاملهم معًا، يقدمون العون والمشورة لبعضهم البعض، يديرون مشاكلهم بطريقة ديمقراطية في حين الفريق الأول لا يجتمعون إلا عند حدوث مشكلة وفي النهاية يطبقون رأي الفرد المسؤول عن الفريق.

استنتجت أن الفريق القاني يعمل بمبدأ الذكاء في العمل وليس المجهود وأن الإنجاز متوقف على الاستغلال الأمثل للوقت بدلا من زيادة عدد ساعات العمل والشكوى القديمة الحديثة الوقت لا يكفي.

وأنت عزيزي القارئ أو المهتم بالأعمال وطرق إدارة المهام، هل تطبق فكرة العمل بذكاء عوضا عن العمل بجد؟ هل تعرف أناس داما مشغولين لكن إنجازاتهم قليلة؟ لماذا من وجهة نظرك؟