لكلٍ منّا شغفٌ يديره لاتجاهه كالنجم الذي يدلي الإنسان بالظلام قديماً، فهي الومضة التي تشعل فينا الرغبة للتحرك قدماً.. والطريق المظلم تملؤه الحجارة والزجاج ونحن نمشي بعمى، فتصيبنا مرة وننزف ألماً، وبعدها نقاوم ونصبح أقوى من ذي قبل، رحلة الحياة طويلة جميلة ومؤلمة أحياناً.
فهناك فرق بين من حَلِم أن يكون صاحب شركة ضخمة في تصنيع السيارات مثلاً وأمسى مهندساً إرضاءً لأبيه أو يائساً من عراقيل الحياة وبين من حَلم بذات الحلم وكافح من أجله وضحى بالكثير فأمسى موظفاً في شركة تصنيع سيارات ليكتسب الخبرة ويتعلم لمشروع أكبر، فالأول قضت عليه عادات المجتمع أو كلام المحيطين به فحطموا أحلامه ولم يصمد، والثاني قاتل من أجل حلمه وشغفه.
منذ فترة طويلة، كنتُ أعمل في أحد الشركات للغاز والأجهزة الالكترونية، ورغم أن هذا تخصصي لكنني لم أحبه قط ودخلته ظناً مني أنني سأخطي خطى أبي في العمل، وكنت مخطئة، فكنت يائسة بعمل يدوم طويلاً بل أغلب يومي، ولكنني لم أقوى على المخاطرة والبحث على عمل جديد أو انشاء مشروع خاص بي، وتلك الأيام التي قضيتها في ذاك العمل كنت أحلم بالكتابة والتصميم اللذان سيطرا على عقلي، شيئاً فشيئاً استعدت قوتي واستقلت، صحيح أنني لم أتوظف في هذا المجال ولكنني أعمل لوحدي وأنجز أكثر من ذي قبل، غير أن العائد المالي الذي أحصل عليه الآن أفضل بكثير من تلك الوظيفة التي قضيت بها ساعات طويلة بلا حب ولا فائدة.
أؤمن كثيرًا بأن الكلام أسهل من الأفعال دائماً، لكن الأفعال مرضية أكثر!
فماذا تفضل؟ أن تقضي عمرك بوظيفة بدوام كلي لا تحبها أو تدير شركة أحلامك؟ وهل حدث لك هذا الموقف من قبل؟
التعليقات