أحببت أن أشارك معكم محاولتي لتنظيم وكتابة موضوع بما استطعت تحقيقه في 2018 وما أرغب بعمله في 2019 -قمت بالتشديد على كلمة أرغب لأنني أعرف تماما بأن القول شيء والعمل شيء آخر، أو في حالتي استطاعة العمل بسبب الأوضاع والظروف* التي تحكمني-

تأخرت شهرا كاملا في كتابة هذا الموضوع.. أو ربما أقل من شهر واستلهمت فكرة كتابته بعدما قرأت الموضوع الرائع

تجربتي مع "أهداف العام الجديد" في سنة 2018

للأخ عبادة في اليوم الثاني من هذا الشهر.. كما يخبرني سجل المتصفح عندي

فكرت وبحثت كثيرا خلال هذا الشهر وأعتقد أني تعلمت طريقة وأسلوب جديد لأضع أهدافي لعام 2019 وأسعى لتحقيقها بعد أن برد الحماس المعتاد الذي يرافق بداية كل عام جديد

من أفضل ما شاهدت بخصوص هذا الموضوع هو أحد الفيديوهات الأخيرة للغني عن التعريف أحمد أبو زيد وفيديوهات من قناة zAmericanEnglish وغيرها

بداية أنا رسام، مصمم ومدرب تعليم إلكتروني من سوريا عمري 24 سنة

أحاول بكل بساطة أن يكون المسمى الوظيفي الخاص بي خلال هذه السنة والسنين القادمة هو Artist بالتحديد في مجال CG وربما يكون مهندس معماري بعد الـ30 من عمري، لكن لا نية لدي بالعمل في مجال دراستي حاليا

لنبدأ بما استطعت تحقيقه:

1.العمل في عدة أماكن (مراكز تدريب ومنظمات محلية وعالمية) كمدرب ومصمم

2.زيادة خبرتي العلمية والعملية بشكل كبير في مجال التصميم:

إتقان برامج ومهارات كثيرة وخبرة كبيرة أيضا والفضل الرئيسي يعود بذلك إلى عملي في مجال التدريب

والآن أملك مناهجي التدريبية الكاملة الخاصة بتدريب التصميم الجرافيكي والمونتاج والموشن جرافيك وغيرها ولا زلت أطورها كل يوم وأزيد عليها وأطمح قريبا أن أحولها إلى كتب ودروات تدريبية للنشرعلى مختلف المنصات

3.قراءة 20 كتاب معظمها روايات أدبية:

ربما يبدو رقم متواضع جدا والتبرير لذلك في نفسي أني لست شخصا يتعلم من الكتب سريعا، ففيديو واحد مدته 5 دقائق أنفع لي من قراءة 50 صفحة ربما تأخذ مني ساعتين، لذلك لا ألجأ للقراءة بهدف التعلم إلا اذا لم أجد المعلومة التي أبحث عنها في فيديو.

4.استكمالا أو عطفا على النقطة السابقة فقد حضرت ما يزيد عن 100 دورة تدريبية كاملة

من بينها 15 كورس تدريبي في منصة كورسيرا والبقية في مجال التصميم والـ CG شغفي الحقيقي والمهتم به بشكل كبير وهو المجال الذي أسعى للعمل به قريبا

5.توسعت دائرة علاقاتي المهنية والمعرفية بما لا يزيد عن 75 شخصا

هذا العدد يشمل المتدربين الذين قمت بتدريبهم. أعتقد أني بحاجة للعمل كثيرا على هذا الجانب الاجتماعي

6.أتممت أول كتاب لي بعنوان التصميم الجرافيكي في مجال الإعلان والطباعة

وتمت طباعته من خلال إحدى المنظمات المحلية وتوزيعه على المتدربين فقط

7.بدأت رحلة تعلم اللغة التركية

بالكاد خدشت السطح ولم أكسر الجليد بعد فما زلت في المستوى A1 ، تبرير اهتمامي باللغة التركية سيكون واضحا في القسمين الثاني والثالث من هذا المقال

8.شاهدت ما يزيد عن150 فلم ومسلسل وربما أكثر

لا توجد إحصائيات دقيقة لأني خسرت سجل تحميل برنامج IDM بعدما اضطررت إلى تبديل لابتوبي الرئيسي... ربما يبدو لك رقما كبيرا لكن ربما يساعدك معرفة أني أحضر كل فيديوهات الترفيه بسرعة X2..

لماذا أعتبر هذه الوقت الضائع في الترفيه إنجازا وربما هو فعليا ثامن أهم إنجاز لي؟

حسنا ذلك بسبب المعرفة الكبيرة والتغيير الكبير الذي أحدثه هذا الترفيه في تفكيري وقناعاتي ورؤيتي للعالم وأعتقد بأنه بجعلني شخصا أفضل وواعيا أكثر في كل مرة أشاهد فيها فلما مثلا... نعم هناك بعض الأفلام أو الحلقات لا تضيف لي أي شي جديد وتقتصر فائدتها على إثراء وتطوير لغتي الانكليزية وتحسين نطقي ولهجتي في المحادثة بها.

9.تنصيب نظامي ماك (هاكنتوش) ولينكس (توزيعة اوبنتو) بجانب نظام ويندوز 10 الرئيسي في عملي

كشخص استخدم وما زال يستخدم ويندوز كنظام أساسي منذ عام 1999 أي منذ أن كان عمري 4 سنوات ويعرف حرفيا كل صغيرة وكبيرة فيه لم أجد أي صعوبة تذكر في الاعتياد على استخدام هذين النظامين الرائعين فاستطعت التعامل معهما بكل سلاسة في معظم الأوامر والوظائف وأما ما كان يصعب علي فكانت فيديوهات اليوتيوب ومجتمعات الدعم خير مساعد، بالوقت الحالي لا أنوي إطلاقا ولا أستطيع أصلا أن أجعل أحد هذين النظامين نظاما رئيسيا للعمل بسبب عدة أسباب تقنية لا مجال للحديث عنها هنا

10.كإنجاز وفشل في الوقت ذاته استطعت تأسيس فريق من المبدعين أطلقت عليه اسم فريق إبداع

الفريق مختص بتقديم خدمات التصميم في مختلف المجالات مثل التصميم الجرافيكي وتصميم وتطوير الويب والتصميم والرسم الهندسي والتسويق الالكتروني، وقمت بوضع خطة العمل من خلال كتيب أعددته في 25 صفحة قمت بتوزيعه على الفريق، وأيضا قمت بتصميم الهوية البصرية كاملة ولكن لم نستطع الانطلاق وتقديم أي خدمات بسبب تزامن الانطلاق مع فترة تصعيد حرب شهدتها المنطقة صعبت على الجميع حتى التواصل معي لتقديم ما طلبته منهم من أعمال

*خلال عام 2018 سكنت في مناطق شمال سوريا بعد أن غادرت المدينة التي كنت أدرس في جامعتها هربا من التجنيد وربما أغلب من يقرأ يعرف تماما ماذا يعني أن تكون أحد سكان هذه المنطقة البائسة من سوريا، كل المناطق في سوريا بائسة الآن إلى وقت غير معلوم لكن ما يزيد من سوء مناطق الشمال هو افتقارها بشكل تام للأمان حيث الخطف والقتل شيء عادي بالإضافة إلى تعرضها شبه اليومي للقصف ليل نهار وهي محاصرة بشكل كامل من كل الجهات ما عدا الجهة الشمالية مع الحدود التركية

والآن في القسم الثاني من هذا الموضوع سأذكر فيه السلبيات

وهي الجوانب من حياتي التي لم أهتم بها، ومعظمها كانت في جسدي، الذي ارتكبت جرائم بحقه خلال هذا العام بكل ما تعنيه كلمة جرائم من معنى

  • فقد عاد وزني للزيادة تدريجيا خلال العام ليصل 90 كيلوغرام

بعد أن كنت ملتزما بحمية خلال عام 2017 وكان وزني حينها يتراوح بين 70 و 75 والسبب بذلك واضح وضوح الطائرات الحربية الروسية في سمائنا ... فعملي مكتبي بشكل كامل وأجلس أحيانا 10 ساعات متواصلة ولا أستطيع النوم إلا اذا غلبني النعاس وليس أكثر من ساعاتين أو ثلاثة بسبب القلق الدائم الذي يلازمني كل يوم

ألزم نفسي بالمنزل لقناعتي المطلقة بأنه كلما قلت تحركاتي كلما كان أسلم علي، فلا أعرف طريقا إلا الطريق الذي يوصلني للعمل كل يوم، وعليه لا أستطيع الخروج لممارسة الرياضة أو حتى للجلوس ربع ساعة في الهواء تحت أشعة الشمس

فلا يبقا لي من شريك أقضي معه وقتي إلا لابتوبي... لا يفارقني دقيقة واحدة

  • وبالتالي تكون زيادة وزني وإصابتي بآلام في الظهر والعيون والمفاصل والأصعب من ذلك كله العذاب والتعب والإرهاق النفسي نتيجة حتمية لكل ما سبق وأخبرتكم به في الأعلى.. وهذا فقط ما أعلم بشأنه لأني أحسه .. لكن ربما ما خفي في جسدي ونفسي كان أعظم

  • هذه الحالة النفسية كانت تصعب على كثيرا التدرب والتطبيق أثناء متابعة الكورسات التعليمية في مجال CG وفعليا لم أستطع إكمال أي مشروع شخصي بشكل كامل

  • قضيت كل دقيقة من كل يوم من عام 2018 في خوف وقلق دائم وسأكون محظوظا وسعيدا إن استطعت تأمين المبلغ اللازم لدخول تركيا لكي أستطيع أن أكمل حياتي وأحقق ما أطمح إليه

وهنا نصل إلى القسم الثالث من هذا المقال وهو ما أرغب بتحقيقه في عام 2019

1.السفر لتركيا بعد الحصول على منحة استكمال دراسية

2.الاستمرار في تعلم اللغة التركية حتى المستوى b2 والتدرب أكثر على المحادثة باللغة الانكليزية

3.إعداد كورس في رواق عن التصميم الجرافيكي ونشره أيضا على Udemy ليكون الانطلاقة لمزيد من الكورسات

4.زيادة العمل على المشاريع الفنية التي أتدرب من خلالها

5.الحصول على شهادات من شركتي أدوبي وأتوديسك

توثق خبرتي في التصميم واستخدام البرامج الهندسية خلال دراستي للهندسة المعمارية وأيضا مزيد من الشهادات من موقع كورسيرا

6.تفعيل فريق إبداع الذي أسسته بشكل مختلف

من خلال بيع المنتجات في أسواق التصميم مثل Envato وغيره ليكون الانطلاقة ربما لهدفي الكبير في تأسيس استيديو خاص بي خلال السنين القادمة

7.الاستمرار في عملي كمصمم ومونيتر

إنتاج أكبر عدد ممكن من المواد والأعمال والتصاميم التي ستضاف إلى مجلد أعمالي

8.إنشاء موقع خاص بي يضم مدونة ومعرض لأعمالي

تأخرت كثيرا بهذا الأمر، لذا سأهتم كثيرا بالتسويق لنفسي بشكل أفضل على منصات لينكدان وبيهانس وغيرها... وأيضا أنوي تصميم جديدا للهوية البصرية الخاصة

8.قراءة وكتابة مقالات وكتب جديدة

هذه الخمس كلمات بالذات قد تستغرق 5 سنوات لإتمامها

9.الاهتمام بالجانب الرياضي والبدني والغذائي والنفسي

في محاولة للتصالح مع جسدي الذي أرهقته كثيرا العام الماضي

10.تعلم والعمل على برنامجين جديدين هما Blender و Davinci Resolve

لاقتناعي التام بأهميتهما الكبيرة في المستقبل خصوصا بعد التحديثات الكبيرة التي حصلا عليها خلال هذا العام، هما برنامجين رائعين وأيضا مجانيين وسيقوادن مستقبل صناعة الألعاب والأفلام قريبا.

كلمة أخيرة:

مجرد التفكير لدقيقة فقط بأنه قد مر شهر كامل على بداية العام الجديد يجعلني في خوف وقلق كبير من ألا أستطيع تحقيق ما أرغب به، عدا عن الخوف الذي يلازمني كل لحظة مما تخبأه لنا الأيام خصوصا مع كثرة الإشعات بمعركة جديدة على الشمال السوري، لكني سأظل أسعى لتحقيق أهدافي، على أمل كل يوم بغد أفضل

سأكون سعيدا بقراءة ملاحظاتكم ومشاركاتكم، وما استطعتم تحقيقه خلال هذا الشهر من عام 2019.