السباحة تلك الرياضة الرائعة والممتعة التي طالما تمنيت تعلمها منذ صغري.

لم أحظ في طفولتي بشخص يعلمني السباحة وكانت كل زياراتنا للمسابح تكون للاستجمام وربما اللعب بعض الشيء في المياه الضحلة. لم أجرؤ ولم يشجعني أحد على تعلم السباحة والمضي إلى النصف الآخر من البركة; الأكثر عمقًا ورهبة.

في المراهقة كنت أذهب مع أصدقائي للمسبح ولم أستطع حينها أيضًا كسر حاجز الخوف ولم يجرؤ أي من أصدقائي على تحمل مسؤولية تعليمي لكن حصل بعض التقدم حيث مضيت إلى النصف العميق لكن مع التمسك بحافة البركة دائمًا حتى تتشنج أصابعي. حاولت مرة المضي في المياه لكن كانت النتائج كارثية ولحسن الحظ كان أحد أصدقائي متدربًا على الإنقاذ .. وتعمقت الفوبيا أكثر بعد ذلك.

مضت أكثر من ثلاث سنين من دراستي الجامعية دون أن يلمس جسمي ماء بركة قط. نسيت الخوف وقررت هذا الصيف تعلم السباحة مع مدرب متخصص.

بدأنا في بركة عميقة منذ البداية وتعلمت الأسس بسرعة. حركات الرجلين, تنظيم التنفس, الاسترخاء على الماء. ثم تقدمت أكثر وقطعت أول أمتار لي اعتمادًا على رجليّ فقط وبنفس واحد. ثم تعلمت بعدها رفع رأسي من الماء لتجديد النفس. ثم السباحة الحرة وتوظيف الأطراف العلوية بالتزامن مع حركة الرجلين.

أدركت أن الأمر أسهل مما توقعت. لا يحتاج الأمر إلا لمدرب خبير يعلم بالخطوات الصحيحة وبعض الوقت والجرأة والرغبة في التعلم.

أسبح الآن سباحة مبتدئ -ببطئ لكن بثبات وتنفس منتظم- لكني أتحسن بسرعة وأهم ما في الأمر أن حاجز الخوف من الماء اختفى إذ أستطيع الوقوف في الماء والتنفس والتحرك بكل أريحية.

وهذه هي تجربتي المتواضعة مع هذه الرياضة.

دمتم بود.