تم مؤخـراً نقلي من فريــق عمل إلى آخـر في المنظمــة التـي أعمل بها. كوني أعمل في نفــس المنظمــة لا أجــد إختلافاً كبيراً في بيئـــة العمل وهـذا عامل إيجابــي. ففي كل أسبـــوع نجتمــع ونستعــرض تنفيذنــا للمهــام، وننتقــدها جميعــاً ويصبــح على كل شخــص تحسيـــن مهمـّـاته بناء على الإنتقادات بالإضافــة إلى المهمــات الجديدة وهكـذا. أعتدت أن أعمل مع الفريــق القــديم بالدقــة في أصغر التفاصيــل والإنتقــاد المستديــم وإعتدنــا كذلك بأن كل عمــلاً نسلمــة يجب أن يكون مطابقاً للمتطلبـــات، ذو كفاءة عاليــة وإهتمام بالغ بالجودة بشكل عــام، والإلتزام بوقت التسليــم، وغالباً لا نجــد ملاحظــات من إدارة الجودة أو وحدة التجـارب حتــى بعـد إستخدام المنــتج لفترات زمنيــة طويلة. قــرر أحــد المسؤوليــن نقل شخص ما من فريقنــا إلى فريــق عمل آخــر حتــى يكون عامــلاً محفــزاً ومؤثــراً لقلــة خبرة الفريــق الآخـر، لشكــاوى كثيــرة تقصدهــم من الإدارات ولتعثــر وتكــدس المهمـــّـات . وقــد وقع علي الإختيــار العشوائــي، فتقبــلت ذلك.

بعد مضي الأسبـوع الأول، بداء كــل عضواً في الفريــق بإستعراض ما قام بــه من مهمـــّات الاسبوع، تقريبــاً كان العمــل رديء لا يراعــي أي من معايير جودة العمــل، ولا يوجــد أي توثيــق لدرجة أنه يصــعب على أي شخص من أفراد الفريــق إستكمــال عمل العــضو الآخــر. والكــل يصفــّـق بعدما ينتهــي أحدهــم من إستعراض عملـــة. في الحقيقــة كان العمــل بمجملــة لا يعتمــد عليــه ولا يصلــح أن يبنى عليــه بقيــة المشروع. ولو تم إعتمــاده، سوف نواجــه جميعــاً مشاكــل وتعقيــدات تتسبب في تأخير المشروع وسوء جودة المنتــج على حســاب المجــاملة، وكان يجــب أن يعــاد من الصفــر لكنــي قمــت مجاملتاً بتدوين الملاحظـــات على كل عمــل وعندمــا أنتهـيت وأنتهى الكل من إستعراض عمــلة تحــدثت عن كل النقــاط السلبيــة وقمــت بشرحهــا كما كنـّـت معتاداً أن أعمل في فريقــي القديــم الذي تعلمــت منهم ذلك، أثناء طرحــي للملاحظات، كانــوا يداً واحــدة ضدي، والكل يحاول مقاطعتــي لكي يثبــت بأني على خــطأ. طلبــت منهم تأجيل الأسئلة والمقــاطعة حتــى أنتهــي من شرح كل نقطــة على حــدة، وكان لي ذلك. ثم قمــت بالإجابــة على الأسئلــة وتوضيــح شامل ودقيق لأخطــاء وبما تســبب، وتوضيح سبــب إهتمــامي بمعالجة تلك الأخطــاء في البدايــة بناء على خبــرتي.

كانت إنتقاداتي عمليــّـة بحــته، بيما كان أحــدهم قــد فهـم أن الموضوع شخصيــاً وأنني أنتقد عملهــم لأنني أريــد المكابرة والمفاخــرة عليهم بخبــرتي. وأدّعــى بأني لا أفهم شيئــاً. تجاوزت ذلك، وسألته عمـّـا إذا كان لديــه سؤال حول إنتقادي لما قدمه من عمــل.

فقــال، أن لديه خبـرات سابقة أيضــاً وأن العمل الجماعي لابــد أن يركــّز على سرعة الإنجــاز أكثــر من الدقــة، فطلــب أن نتقــدم بطريقــة خطيــّـة أي كلٍ يقوم بإنجاز مهمــّـته والمهمــّـات التي تترتــّـب على مهمـّــته دون داعٍ لدمج العمل في بدايــة المشروع. والطريقــة هذه حسب وجهــة نظري، في كل الأعمــال مرفوضــة ولا يوجــد نموذجــاً من نماذج الأعمــال يتبـّـع هذه الطريقة لا أكاديميــاً ولا عمليــاً. لذا، لم أوافقـــه، وذلك جعلــه يتوجــّه إلى رفع شكــوى ضدي عنــد الإدارة، وأضطررت أن أشرح المــوضوع مجدداً للإدارة التي بدورهــا أتخــذت موقفــاً إيجابياً وطلبــت منه التعديــل على العمــل وإتبــاع النموذج الــذي حدد مسبــقاً. فيما طلب مدير المشروع من أعضــاء الفريــق قضاء ساعات عمل إضافيــة بعد الإجتماع الأسبوعي القــادم لحضــور إجتماع زملائي في الفريـق الأول، للمشاهــدة والإقتــداء بسير العمل.

لا أعرف ما اللذي يجعـل أي شخص أن يكون جاهلاً في ما يقول ويكــون واثقــاً بذلك. أعنــي، أن بعض الأفــراد، تتولّد لديــة فكرة آنيــة وفي ذات الآن دون أن يتعمــّـق بالتفكير بهــا ويدرسها جيــّـداً، يثق بها جــداً ويحاجج بهــا ويريد من الناس أن تقتنع أن فكرتــه أفضل من الأفكـار التي كتب عليها ألاف الأبحــاث منذ أكثر من مئة سنــة ومجربــة ومعروفة نتائجهــا ولازل النــاس يعملون به. وعنــدما يخبره أحــدهم بنقاط ضعــف الفكرة وأسباب عــدم تكافؤها مــع العمل، يعتقــد أن ذلك هجوماً شخصيــاً.