اليوم كانت لدي حصة علاج صباحية على غير العادة، لالتزامات لدى معالجتي. احتجت للاستيقاظ أبكر مما تعودت عليه. هذا الأمر جعلني قلقة طوال الليل ولم أحظ بنوم هانئ. كنت أخاف ألا أكون عند موعدي علما أني من اختار فترة الصباح عوض فترة الظهيرة، لأنها الأنسب لي.
عندما تحدثت عن هذا القلق لمعالجتي جرت هذه المحادثة:
"-لم كنت قلقة؟
-خفت ألا أستيقظ في الوقت المحدد
-ألم تضبطي المنبه؟
-بلا فعلت
-خفت ألا تسيتيقظي رغم أنك ضبطت منبها
-نوعا ما
-هل سبق أن حدث لك هذا؟
-لا أذكر. اه تذكرت حدث مرة واحدة. لم نستيقظ.
-لم تستيقظوا؟ (طرحت السؤال هنا لتنبهني أني تحدثت بصيغة الجمع، والأجدر أن أتحدث بصيغة المفرد. أي ألا أربط نفسي بالاخرين فأنا المسؤولة عن نفسي)
-نعم أنا ورفيقتي في السكن غفونا بعد أن عطلنا المنبهات. لكن في الحقيقة لم نتأخر كثيرا."
انتهت المحادثة.
أدركت ما لمحت له. أنا أقلق من شيء ليس وارد الحدوث. فنومي من الأصل ليس ثقيلا. ولم يسبق لي أن فوت أمرا مهما بسبب النوم. لم أقلق إذن.
طريقة المعالجة توصلني دوما لهذه النتيجة: أن أجد نفسي متسائلة لم أفعل شيئا أو أصدق شيئا عن نفسي. أجد نفسي فعلا دون سبب مقنع أفعل أو أصدق ما أفعله أو أصدقه. أحيانا أصل لتلك النتيجة عن طريق أسئلتها وأحيانا بتوضيح مباشر منها إن كان الأمر يتعلق بمعتقد عميق أو سلوك سأغفل عنه. هنا في الغالب يبدأ السلوك تدريجيا في التغيير بعد إدراكي لعدم وجود سبب يدعو له.
لم أحتاج لشخص ليخبرني بشيء"قد" أستطيع الوصول إليه بنفسي؟ في الحقيقة كلما طالت فترة العلاج كلما ازددت اقتناعا بضرورة وجود شخص كهذا للمساعدة. تلك الأشياء التي تبدو بسيطة وسهلة الإدراك هي في الحقيقة ليست كذلك. لو كانت كذلك لما سببت أية صعوبات من الأصل.
النظرة الخارجية لشخص مختص على حياتك وتصرفاتك ليست ولن تكون أبدا نفسها نظرتك.
التعليقات