...هاقد انتهت ساعات الثانوية العامة المصرية بالنسبة لي و بدأت ساعات مساكيين آخريين

بالنسبة لي كانت ساعات ساعة ذاكرت فيها وساعة امتحنت وساعة انتظرت نتيجتي .

بالتأكيد تلك الساعات لم تكن سهلة او بسيطة بل كانت اشبه بالجحيم النفسي والعصبي من كل اتجاه جحيم يزعزع الثقة بالنفس و يمحو التفاؤل والآمال

آمالي لم تكن كبيرة جدا كنت اريد فقط ان اتعلم من شخص يحب العلم ويقدره.

كنت احلم بدخول المكان الوحيد الذي شعرت انه قد يحقق لي هذا في مصر ( مدينة زويل )

في الحقيقة كان الحلم هو ما يدفعني للصمود و انتزاع المعرفة من أنياب الجهل الذي افترس الناس حتى استطيع ان احقق شروط الدخول في الجامعة .

لكن القدر لم يرد هذا ورماني في احدي كليات الهندسة العقيمة بعد أن رفضت هندسة البترول وحاربت أهلي وأصدقائي حتى أقنعهم برأيي و أنتهى بي ألامر الي أن ينظر الي الناس في شفقة وحقد وكراهية يحسبونني مجنونا او مجبرا .

بل هم من يحتاجون الشفقة هؤلاء الجهلاء الذين يلعب بهم الشيطان بين أنامله لينتهوا الى تدمير الأرض والموت المحتم لأنهم باعوا مبادئهم وقدسوا المال وقدسوا البترول .

عندما دخلت الكلية في البداية ظننت أن الوضع تغير قليلا ولكنه أسوأ مما كان عليه فالأساتذة بطبيعة الحال لابد أن يكون لديهم رسالة دكتوراه على الأقل ولكن أي دكتور لايستطيع استخدام اللغة الانجليزية في التحدث أو الكتابة بصورة صحيحة .

كل ما يهتم به الأساتذة ومساعديهم (المعيدين ) هو الامتحان والدرجات يتحدثون عنها قبل أن يشرحوا وفي وسط الشرح وبعد أن ينتهوا . نتيجة لذلك لم يعد احد يهتم بما يتعلم طالما انه سيكتب في الامتحان وينجح ويصبح (باش مهندس ) .