فرنسا : عمل جديد و حياة جديدة
لم أسافر كثيراً في حياتي ، كنت دائماً في بلدي منذ الطفولة ، المراهقة ، تعلمت في مدارسها و تخرجت من جامعتها ، أحببت شوارعها و بنيانها ، تعودت بتفاصيلها الدقيقة حتى اعتقدت أن لا حياة خارجها و لكن الأمر لم يكن كذلك : في السنوات الماضية عشنا تغيرات إجتماعية و سياسية و إقتصادية مست كافة تفاصيل حياتنا ، فلم أعد أرى فيها ذلك الجمال بل كمية مرعبة من الرداءة في كل شيء ، خدمات سيئة و فقر و يأس و خوف من المجهول جعل كل من في البلد يفكر في الهجرة خارجه..
لم أكن الإستثناء بل عقدت العزم أن اغادر عند أول فرصة و لم يطل انتظاري كثيراً ، منذ حصولي على الشهادة الجامعية سنة 2014 ، اشتغلت مهندس برمجيات في شركة جيدة ، و هو ما اعطاني الفرصة لأراكم الخبرات في مجال هندسة البرمجيات فأصبحت أفهم جيداً العمل على المشاريع الكبيرة و المتوسطة ، هذه الخبرات جعلتني انجح في مقابلة عمل مع شركة فرنسية في فبراير الماضي .
إستغرق الأمر 3 أشهر كي اتحصل على الفيزا و الإقامة و اتجاوز بعض الفحوص الطبية و اتحصل على رخصة العمل ، سافرت إلى فرنسا مطلع يونيو الماضي و لم أرد نقل تجربتي قبل التأكد من انطباعاتي التي سأنقلها لكم :
البلد واسع و كبير و يحوي أعراقاً و أجناساً من كل مكان .
الأسعار غالية جداً و لكن مستوى العيش ممتاز ، الراتب الذي يتقاضاه مهندس يمكنك من أن تحيا حياةً كريمة .
الطبيعة ساحرة خلابة .
فرص العمل في مجال البرمجيات موجودة بكثرة حتى أن العرض يفوق الطلب بكثير في مجالات مثل جافا و .net (لا بد من إتقان الفرنسية ) : الشركة التي أعمل معها تعطي مكافأة 1000 يورو لمن يرشح شخص ينجح في إختبارات التوظيف كمهندس برمجيات.
يمكن الحصول على الجنسية بعد 5 سنوات من الإقامة المستمرة
البنى التحتية و أنظمة النقل و التعليم و الصحة بالغة التطور .
الحدائق العامة و المنتزهات منتشرة في كل مكان .
البلد أمن تماماً و يمكنك السير لوحدك في أي مكان و أي وقت بإستثناء بعض الأحياء في ضواحي باريس .
كل العلامات التجارية و المحلات الراقية موجودة و في كل المدن .
التأمين الصحي و التأمين على البطالة و أنظمة التقاعد اجبارية و تضمن للموظف كافة حقوقه .
كانت هذه انطباعاتي الأولية عن حياتي الجديدة في فرنسا ، و أنا جاهز للنقاش و للإجابة عن كل تساؤلاتكم ..
يوماً سعيداً
التعليقات