للتو عدت من الملعب أنا وخالي العزيز وثلاثة من أصدقائي الأعزاء أيضا ، لقد حاولنا أن نكسر المود الرمضاني ونخرج لنلعب كرة القدم التي لم تعد كرة قدم بلعبنا لها ونحن في هذه الحالة البدنية الهزيلة ، لم نستطع أن نلعب كرة القدم ونحن شبعانين كيف بنا أن نلعبها ونحن جياع ، لم نجدها ونتقنها قبل الحروب والمآسي وصواريخ الكروز والتوماهوك التي تتهاطل علينا كيف نتقنها ونحن سهرانيين وصيام ، لم يستطع أن يتقنها "علي النونو" وهو فاطر عيني عينك فكيف بنا ونحن الكهول العجز ..

لعبنا كرة القدم باليد ، لأن مافينا والله للملاحقة ، لعبناها بالمباسرة فهو أخرج بكثير من المراوغة ، في الحقيقة أردنا أن نلعب بها فلعبت بنا هي ولعبت بحلوقنا التي نشفت ونضبت صارخة "يامنعاه دبه ماء" ،

لم نجد أحد يلعب معانا غير ثلاثة من الكلاب الصعاليك وأحدهم "عاده بيعرج" لأن معه عمل بعد الظهر قال بأن يطلب في المسجد الفلاني وأن العمل قرعة هناك ، مسجد في حي راقي وغني كل رواده يرتدون ربطات العنق ويحملون الملازم ..

حتى الكلاب أصبحت تطلب ، لم تجد شيء من خشاش الأرض لتقتات عليه ..

كنا نلعب وإذ بالكرة يقرح قلبها من لعبنا الصائم دون أهداف فتركل نفسها وتدخل في أرضية مجاورة مسورة لعلنا نترك لها حالها من التنباع والشوات وهي صائمة ، ولكن هيهات منا الذلة لقد لحقناها لمخبئها لنعيدها ونفطر أبوها معانا ، حاولت التسلق من فوق الجدار والدخول لأعادتها ولكني تسمرت من المشهد الذي رأيته ..

كانت أرضية كبيرة وبداخلها قد نمت الحشائش والأشواك ، كان المنظر موحشا جدا عندما رأيت إمرأتان تحشان "تقطعان" الشوك والنباتات إمرأتان كبيرتان في السن تجمعان الحشائش والأشواك حتى توقدان لأطفالهما الجياع الطعام ، هذا إذا لم تكن الحشائش والنباتات هي الطعام بحد ذاته ..

عندها فقط رأتني الكرة وصرخت فيني قائلة : أما تستحي ، أترى الناس في ماهم حانبون ، ألا تخجل من فرغتك..

أغمضت عيناي وإستدرت عدت أدراجي بعد أن سمعت صوت الكرة وهي تقرح نفسها من القهر والباطل ، إبتلت عيناي بدموعي ، أخبرت أصدقائي بأن يرحلوا ويعودوا أدراجهم ، بأن يذهب كل واحد إلى منزله وليتفقد جاره ، صاحوا فيني والكرة ؟ أدرت رأسي نحوهم وقلت : غادروا فقد غادرت الكرة وماتت قهرا ..

منقول من حساب @wsym.yawsym في الفايسبوك