الحالة الرمضانية :
هي حالة غالباً ما تأتي في رمضان والتي نمتنع فيها عن المعاصي ما دق منها وماكَبُر ويكون فيها الإقبال علىٰ الطّاعات ما دق منها وما كَبُر وغالباً كلّ شخص مرَّ بهذه الحالة والتي من المفروض أن تكون الحالة السائدة علىٰ حياتنا لكنّها للأسف تأخذ من حياتنا كما تأخذ فقرة المقتطفات من وقت قناة تلفزيونيّة
المهم كيف ندخل في هذه الحالة ؟
بدايةً إن أي هداية وأي خير سببه مسبب الأسباب اللَّه عز وجل فلا هداية بلا معيّةٍ من اللَّه
أمّا عن المسببات فهي متعددة ولكن أبرزها وأهمها ترك المعاصي
إنَّ تارك المعاصي يكافأ من اللَّه عز وجل بالإقبال على الطاعات ويُحرم العبد من الطاعة بسبب معصية
قال سفيان الثوريّ :حُرِمتُ قيام الليل ثلاثة أشهر بذنب
الآن كم تستمر هذه الحالة؟
مبدئياً إذا وصلت لنصف رمضان بتكون عملت إنجاز
بعدها الغالب بيدخل العالم الافتراضي ليرى تحديثات الشيطان ويبدأ الانزلاق ويستمر هذا الانزلاق إلى أن يصل إلى أعظم الفتن هذه الأيام ...
طيب .. ماهي أسباب الانتكاس ؟
حقيقةً لكل فرد أسبابه وغالباً تكون البيئة (الافتراضية والواقعية) هي السبب فكل شخص يجب أن يعرف الأسباب ويعالجها وهي بلا شك تبدأ بالمعاصي الصغيرة
لكن كيف للشخص منّا أن يعالج الانتكاس وهو أساساً يدخل بالحالة الرمضانية مرة كل حين
دا الواحد ما بيلحق يبدأ يحس بطمأنينة الطاعة حتى ينتكس ست شهور
للأسف الانتكاس هو الحالة السائدة حالياً
وللتعرف على أسباب الانتكاس والتخلص منها يجب أولاً أن نجعل الحالة الرمضانية هي السائدة في حياتنا
بعد هذه الخطوة سيكون لدينا الوقت الكافي لتشكيل وعي يحدد لنا أسباب الانتكاس
السؤال كيف نجعل الحالة الرمضانية هي السائدة؟
كما قلنا سابقا أنَّ ترك المعاصي يسبب هذه الحالة فهنا يصبح السؤال كيف نترك المعاصي؟
أولاً : يجب الاعتراف في قرارة نفسك أن كل المعاصي معاصي !
يعني ما يكون عند الشخص فينا تقسيمات للمعاصي كمعاصي المراهقة ومعاصي الكل بيعملها ومعاصي أصبحت من عاداتنا اليومية
الصحيح أن المعصية تبقىٰ معصية ولو بعد مليون سنة ولو كان كل النَّاس يفعلونها
فالمقياس هنا القرآن والسنة والعلماء الربانيين ولا اعتبار لأي مقاييس أخرىٰ
ثانياً : يجب ترك المحمول لفترة تمكنك من دخول هذه الحالة (أكمل القراءة وهناك خطوة عملية لترك الجوال في القادم من المقال😉)
الأصل هو ترك المعاصي لكن الجوال اليوم يحمل 90% من معاصينا لذلك إن تركه يخلصك من أغلب المعاصي
تبقى لك معاصي تركها أهون نسبياً من ترك غيرها (الغيبة والنميمة والهمز واللمز والسباب والتكبر ....)
وهيك ممكن يومين تلاتة يكون عندك ورد قرآن ومداوم على أذكار الصباح والمساء وتبدأ التدرج في مدارج الإيمان
الآن أصبح الدخول في هذه الحالة الربانية من اختيارك (بعد توفيق الله عز وجل) ولست بحاجة لمجيء رمضان وسماع آلاف الخطب الوعظية(مع أهميتها) لتتحمس بعدها وتلتزم خمس أيام وتنتكس
طيب ممكن تقلي صعب أترك الجوال وهذه مشكلة كبيرة لكن حلها بسيط ان شاء الله
هناك تطبيقات كثيرة توقف الجوال عن العمل لفترة أنت تحددها ومن الممكن الابقاء على بعض التطبيقات التي أصبحت كالأكسجين في حياتنا كالوتس وغيره من التطبيقات المهمة وأقترح هنا تطبيق Digital Detox
الخطوة العملية :بعد تنزيل التطبيق اوقف الجوال تماما وحدد التطببقات المهمة ومن بينها تطبيق الاذكار والقرآن أما المدة ممكن أن تتراوح بين ثلاث أيام إلى أسبوع وبعدها من المفترض أن تكون دخلت الحالة الرمضانية
وبعد انتهاء المدة وفتح الجوال داوم على ماكنت تفعله خلال مدة اغلاق الجوال من طاعات و تجنب غالب المعاصي لكي لا تسير في طريق الانتكاس
بعد الوصول لهذه المرحلة حاول أن تجد الاسباب الخفية للانتكاس من معاصي صغيرة والفراغ القاتل الخ..
حسناً ماذا لو حدث انتكاس بعد تطبيق هذه التقنية ؟
الحل بسيط تب إلى الله وأغلق الهاتف مدة تدخلك الحالة الربانية من جديد وحاول أن لا تنتكس مرة أخرىٰ
حتىٰ إنك ممكن تقفل الهاتف لما تلاقي حالك مشيت في طريق الانتكاس ففي بداية الطريق أغلق الجوال ثلاث أيام لتستعيد الوتيرة الإيمانية
واعلم أنّه مهما اتقيت ستقع في المعاصي والمهم أن تعود بالتوبة بأسرع وقت (وليس بعد ستة أشهر) وتستغفر وتسأل اللَّه الثبات
الهدف من هذا المقال إنك تكتسب بعض السيطرة على حياتك وتدخل في دائرة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}بدلاً من التخبط وعدم الوضوح والأهم دائماً أن تستشعر منّة اللَّه عليك في حالة التوبة خصوصاً وفي كل الأحوال عموماً وأن تستشعر حالة الافتقار إلىٰ اللَّه في حالة الانتكاس خصوصاً وفي كل الأحوال عموماً
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
التعليقات