ياااه عندما أتذكر تلك المواقف الشيطانية أتألم كثيرًا وربما أبتسم لكن ابتسامة حزينة :/

بدايةً كان عمري حينها 13 عام تقريبًا.

الفعل الأول: تعليم القطط السباحة.

كنت على كورنيش الدمام، في المنطقة الشرقية، في السعودية .. وكانت هناك صخور كبيرة بين طريق المشاة والبحر كما في الصورة:

بين تلك الصخور كانت تعيش الكثير من القطط .. كنت أقتنص القطط حديثة الولادة والتي في العادة مغمضة العينين .. أصطادها وأضعها في صندوق كرتوني.

جمعت ثلاثة قطط وذهبت بهم إلى أقرب مكان من الماء وبدأت بفتح عينيهم إجباريًا الواحدة تلو الأخرى (يا لقسوتي) .. ثم أمسكتهم من ذيلهم ورميتهم في البحر على بعد 5 أمتار تقريبًا.

كانوا يعودون مباشرة إلى الشاطئ .. وحينها أقول في نفسي "أحسنتم، هيا أكملوا التدريب" .. ثم أرميهم مرة أخرى وإذا بهم يعودون كالمرة الأولى.

بعد رميهم أربع مرات تقريبًا، واحدة من القطط قطعت قلبي صراحة .. علِمَت أنها إن عادت سأرميها مجددًا فاستسلمت وصارت تدور حول نفسها وسط البحر .. عادت قطتين وبقيت الثالثة تصارع الموت .. حينها لا أدري كيف صحى ضميري فجأة .. حاولت إنقاذها لكن دون جدوى حتى جاء أحد الهنود المارّة ونزع ملابسه وقفز في البحر وأنقذها .. وبّخني بكلمات هندية لم أفهمها وأخذ القطة على قطعة من الكرتون ومشى.

أعلم أنكم غضبتم مني وتريدون شنقي بأقرب حبل مجدول .. لكن لحظة .. رجاءً لا داعي للتهور هههه .. فقد ندمت كثيرًا حيال ذلك.

الفعل الثاني: افرحوا .. النيران في كل مكان.

على نفس الكورنيش .. كنت أجمع العديد من سعف النخل وأشعل النار فيه وأقوم بوضع السعف المشتعل في الصناديق المعدنية المخصصة للقمامة (توجد الصناديق على بعد 20 متر تقريبًا من بعضها البعض على طول طريق المشاة).

أشعلت حوالي 3 أو 4 صناديق وإذا بالمطاردة تبدأ بيني وبين العوائل والمشاة هناك .. لكن لا .. هيهات هيهات .. كنت طويلًا وسريعًا ولم يستطِع أحد الإمساك بي هههههه .. وفي يوم من الأيام تحمست وأشعلت صندوق قمامة رئيسي (تابع لمجمع الشرقية النسائي لمن يعرفه) يبلغ ارتفاعه 3 أمتار وطوله وعرضه حوالي 6 أمتار.

بعد دقائق يتجمع العاملين الهنود للإطفاء وأهرب أنا .. لكن لسوء حظي طاردني أحد الهنود (كان سريع جدًا) وأمسك بي وسلمني للأمن الخاص بالمجمع .. وبعد معرفة الأمن أن أمي تعمل في ذلك المجمع اتصلوا بها وطلبوا منها التوقيع على تعهد بعدم تخريبي لأي منشآت مرة أخرى وإلا سيضطرون لرفضها من العمل.

هل انتهى الأمر؟ هل تُبت حينها؟

لا .. أترككم مع الفعل الثالث :)

الفعل الثالث: الكابوريا المشوية.

الكابوريا أو سرطان البحر كنت أعشق اصطياده .. في بعض الأحيان ينخفض مستوى البحر لدرجة أني أستطيع النزول فيه حيث تصل الماء فقط إلى ركبتي أو أقل .. حينها أحضر أي عصاة أو سيخ وتبدأ الرحلة مع أصدقائي.

بعد ساعتين من الصيد وحين تغرب الشمس نكون قد جمعنا ما يكفي من الكابوريا لبدء الشوي.

تخيلوا أين كنا نشوي؟!

مجمع الشرقية النسائي كان محاطًا بإضاءات كبيرة الحجم عالية الطاقة .. كانت على شكل دوائر مسطحة على الأرض وعليها شبكة معدنية .. أظن أنكم عرفتم الآن أين نشوي D:

كانت الإضاءات حارة جدًا .. كنا نذهب لأحدها ونوزع الكابوريا على الصاج .... أقصد على الشبكة المعدنية .. ونذهب لأي مشوار ثم نعود بعد ساعة تقريبًا لنتذوق ما صنعته يدانا.

النتيجة: طعم ولا أروع أتحدى به أفخم المطاعم هههه أمزح.

الفعل الرابع: اصطحاب الفتيات الحسناوات كتذكرة للدخول.

كلنا نعرف المطاعم المشهورة ماكدونالدز وبرجر كنج .. وكيف أن لديهم قاعة مخصصة لألعاب الأطفال في قسم العائلات.

الذهاب لتلك القاعات كان يشكّل تحدي حقيقي لي لأنهم يمنعون دخول الأطفال دون عائلاتهم .. كنت أفتح باب دخول العائلات وأنظر للبائعين بحذر دون أن يروني .. وفي لحظة انشغالهم بالازدحام أدخل كالصاروخ وأصعد للدور الثاني الذي فيه القاعة .. لكن للأسف كانوا يصطادوني في كل مرة .. لا أعرف كيف!

تكرر الأمر حتى وضعوني على القائمة السوداء أنا وأصدقائي .. لم أستسلم .. اتفقت مع أصدقائي بأن نتقسم لمجموعات .. كل مجموعة فيها شخصين أو ثلاثة .. وننتظر أي عائلة مكونة من نساء فقط وتريد الدخول .. ويذهب فريق منا باستئذانهم للاصطحاب والدخول وكأنهم عائلتنا.

واو كم هي رائعة تلك اللحظة التي أدخل فيها مع تلك الفتيات وأنظر للعاملين بالداخل نظرة المنتصر وهم يشتعلون غضبًا xD

هذا بالنسبة لي .. هل من شيطان مثلي أم أنا الوحيد؟!