تخيل انك تمشي في اي شارع عادي
وفجأة!!!
ياتيك احد لا تعرفه يبتسم لك ويعطيك هدية ويمشي
ماهي ردة فعلك؟
أعلم من خبرتي المتواضعة في الحياة أنَّ لا شيء في العالم يأتي مجّاناً، لذا سأدرسُ الاحتمالات الأكثر سوءاً:
بائع أسلحة تُطارده الشّرطة ويحاول التخلّص من كلِّ ما معه.
إرهابي ذكيّ تبادرَ إلى ذهنه أنَّه يستطيعُ جعل شخصٍ آخر يُفجّر نفسه بدلاً منه.
كاميرا خفية والهديّة في داخلها تحتوي على مقلب مُحرج.
مُجرّد شخصٍ يحمل شيئاً تافهاً لا يُريده وأرادَ تصريفهُ على أيّ شخص.
ملياردير ثريّ جداً يُحبّ توزيع الهدايا على مارَّة عشوائيِّين في الشارع لإسعادهم، لكنّه سيبقى أمراً مُستبعداً.
أنَّ لا شيء في العالم يأتي مجّاناً
أذكر أنني كنت أمشي في أحد الأسواق في الأردن، و أتى طفل صغير و أعطاني كُتيّب إسلامي، فأخذته و أكملت طريقي و إذ به يلاحقني و يقول لي "لو سمحتي... ما دفعتي حقه" ضحكت كثيرًا و أرجعته إليه و قلت له لا أريد أن اشتري ... حتى الأشياء التي من المفترض أنها توزع بالمجان لا أحد يقوم بذلك p:
لا، الأشخاص العقلانيون لا يُعطونك شيئاً من دُون مقابل. حتى لو أعطاك شخص مُقرّب إليك هدية فهي ليست بالمجانّ تماماً، هو يُريد توثيق علاقته معك لأنه يهتمُّ لأمرك. مرة قرأتُ مقولة تقولُ أنك عندما تهدي والديك شيئاً، فأنت لا تفعل ذلك من أجل إسعادهما، بل لأنك تشعرُ بالسعادة عندما تُسعدهما، وبالتالي يُمكن اعتباره سلوكاً أنانياً :) وأما شخص لا يعرفك فهو لا يملك أيّ سبباً لاكتساب اهتمامك، وبالتالي يستحيل أن يعطيك هدية. إلا لو أبديتَ له سبباً واضحاً، مثل أن تكون مُتشرّداً مسكيناً فتُثير شفقته أو ما سوى ذلك
التعليقات