يؤسفني أن أبدأ كلامي بالاستسلام، لكن أتدري يا صديقي؟ نصف الشجاعة تكمن في الانسحاب من المعارك الخاسرة. وعلى الرغم من أنني محاربة من نسل فرسان، اخترت أن أرمي سيفي ودرعي.

منذ أول هزيمة لي في الحياة، حين خسرت كتفي الثابت، فقدت بوصلتي في صحراءٍ باردةٍ مترامية، وحلّ الظلام على عالمي. كيف لسماءٍ زرقاء دافئةٍ صافيةٍ أن تصبح بهذه القسوة ليلاً ، فتطفئ بريقها وترتدي حلتها السوداء، المرصعة بالمجرات؟ غيومها القطنية اللطيفة تبكي عليّ، كأنها اعتادت المشهد.

تسحبني الرمال المتحركة نحو الهاوية، فكلما قاومت ازدادت قسوةً، تلقنني درسًا أن المقاومة ضد القوة المطلقة لا تفضي إلا إلى الخسارة. فأستسلم، وأندفع نحو القاع، حيث دُفنت أنا وأحلامي... كدجاجةٍ تحلم بالتحليق، متناسيةً أن السماء لا تفتح جناحيها إلا للصقور.