حدثت الكثير من الأخطاء في رحلة علاجي من مرض ثنائي القطب..
أعتقد أن أكبرها هو إلزامي على عدم التوقف لرؤية نفسي وحياتي والتعرف على الزائر الجديد الذي حل بعقلي..
فبعد المرض مباشرة وجدت نفسي مجبرة على الدراسة حتى التخرج، ومجبرة على مواصلة حياتي وكأن شيئا لم يكن..
في ذلك الوقت كنت أستشيط مرضا جديدا لا أعلم ملامحه.. وحلت بي مشاعر لم أفهمها، ولم أعي وجودها حتى...
فأنا... لم أعرف أنني مصابة بثنائي القطب إلا بعد تسع سنوات من العلاج... (لأن الطبيب رفض اخباري خوفا من ردة فعلي..)
في حين أنني.. كنت أقوم ببلع أدوية لا أعرف ما تفعله بجسمي سوى زيادة وزني..
وكانت أمي تقدم لي درسا كل صباح عنوانه "لا تخبري أحدا عن متابعتك لدى طبيب من نوعية عقلية ونفسية"
لا أدري كيف أفسر الأمر حقيقة...
أنا فعلا أندم على دراستي وتخرجي.. لأنني كنت أكره تخصصي ولم أجد نفسي فيه..
وفي كل عطلة صيفية، كانت تلحق عائلتي هدية من الزائر الذي وقع في عقلي.. كانت الهدية عبارة عن فضيحة وسط جيران الحي أعلن فيها جنوني بصرخة نوبة ذهان من المرض..
يحدث ذلك كل عطلة صيفية تقريبا، لأن الدراسة التي كانت تشغل عقلي طوال العام تختفي..
فتأتي كل حصيلة اضطرابات السنة دفعة واحدة بنوبة...
أؤمن أنني لو جالست نفسي قليلا، ولو تم اعلامي بما حل بعقلي، لكانت الأمور أكثر استقرارا على الأقل... دون الطمع في أن تكون أفضل..
كنت بحاجة للتواصل قليلا وأخذ استراحة في مكان أقل ضجيجا مع نفسي..
في النهاية... لم أستطع عيش حياة عادية رغم أنني عشتها...
التعليقات