تجارب شخصية مرتبطة بالتطوير

بالفعل التفاصيل تلعب دور كبير في كل شيء تقريباً، على أبسط مثال بينما كنت أعمل على مقال لعميل عنده متجر إلكتروني لاحظت أن صفحة "من نحن" في موقعه تفتقر إلى الحيوية مع المستخدم، يعني وكأن المستخدم روبوت أو من يعامله كذلك. ولهذا اقترحت إضافة جملة صغيرة: "نحن هنا لنمنحكم تجربة تسوّق تعكس احتياجاتكم الحقيقية، معكم خطوة بخطوة في المكان، الموقع!" كانت جملة بسيطة، لكنها أضفت طابع إنساني وشخصي حقيقي، حيث زاد معدل زوّار الصفحات الاخرى من هذه الصفحة!.

يعني بعد تنفيذ الفكرة، هذه التفصيلة الصغيرة، زادت معدلات التفاعل بشكل ملحوظ، أدركت حينها بأم عيني أن التفاصيل الصغيرة هي السرّ، حتى على مستوى جملة دافئة أو صادقة في موقع!

التفاصيل مهمة بشكل أكيد والبعض ينتبهون لها، لكن على العموم يحدد الإنسان مجموع صفاته: الكرم، والحلم، والذكاء، واللباقة...وكل موقف يحكي عن شخصية الفرد: كيف تصرف، هل أحسن أم هل أساء، هل تحلى بالفضائل؟

لذلك التفاصيل هي التي تكون الصورة الشاملة للإنسان ككل.

هذا صحيح وهذا يفرق كثيراً في التعاملات الإنسانية. يعني حينما ندقق في عيني صديق ونرى الفتور رغم ميله إلى الإخفاء ونقول له: يبدو أن هناك ما يؤلمك وتخفيه! هنا نجن نقول له: نحن نهتم بك وإلا لما لاحظنا ما تريد أن تخفيه! هنا تزداد أواصر الصداقة وربما يُفضي ذلك الصديق بمكنون همه أو حمل صدره فينكون قد أسدينا له خدمة البوح و الفضفضة من جراء تدقيقنا في تفاصيل وجهه.