أعرف شخصا، لديه صديق طلب منه مالاً لأول مرة وأعطاه ببساطة لأنه رأي أنه بذلك سيساعده، وشكره بعدها هذا الصديق لأنه لم يسأله حتي علي سبب طلبه للمال؛ الآن وبعد سنين، أصبح هذا الشخص وكأنه بنك متحرك لهذا الصديق الذي لا يستحي في طلبه للمال بكثرة وعلي فترات ولأسباب مختلفة معظمها أنه بذلك سيساعده في الخروج من مشاكل أمنية، وأصبح هذا الشخص حائرا وشاكاً في رجوع المال له، بحكم تجاربكم، ماذا تنصحونه بشكل عام؟
إقراض المال والإحراجات
ولا تعطوا السفهاء أموالكم، أعتقد ان أكثر ما يدفع هذا الشخص نحو هذا التصرف هو ما يحمله من مشاعر الخير وحب المساعدة بسبب الوازع الأخلاقي الكبير والذي يعتبر بمثابة المحرك الداخلي، لذلك الأفضل أن يسأل نفسه بعض الأسئلة هل بهذا التصرف أحقق مساعدة فعلا أم أكون أساعد صديقي على شيء يضره ثم يسأل هل يجب علي تقديم المساعدة دائماً أم في الأمور التي أتمكن منها في جميع ارجوانب.
لذلك الأفضل ألا يقدم الشخص مساعدة -خصوصاً مالية- إلا وقد تأكد من عدة أمور مدى معرفته بأحوال هذا الشخص وتفاصيل حياته، لماذا يحتاج هذه المساعدة، المقدرة على التأكد والإستوثاق، هلى يمكن أن يباشر الأمر بنفسه لحل الأمر، أفضل طريقة وتوقيت لتقديم المساعدة.
ما يحمله من مشاعر الخير وحب المساعدة
"لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه"
إن لم يقدم صاحب المال نفسه على مساعدته دون طلب منه، فلا معنى للمساعدة.
الأمور المالية هذه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في العلاقات الشخصية، ولا تسير بالحب أبدًا، وكان الأولى أن يكون المقترض واضحًا في موعد رده للمال، وحينها يقرر صاحب المال إذا كان يريد ردها أم تركها لله.
كان حقًا على المقترض أن يسأل على الأقل. لكن معنى أنه لم يسأل فهو شخص لا يعرف ما معنى حق الآخر. لم أرد أن أقول مستغل، ولكن هذا ألف باء علاقات.
يمكن ان نطلق الاحكام هنا جزافا، لان في الموضوع المطروح شيء غامض، ما الدافع الذي جعله يقبل على نفسه ان يكون خزينة متحركة لهذا الشخص؟ لا أدري، ربما لو عرفنا نوع العلاقة التي تربط الدائن بالمدين ستتوضح الأمور أكثر، لأنني أشك ان يكون هناك شخص بهذا الغباء بأن يقرض مالا دون ان يسترجعه، ثم يكرر نفس التصرف لمرات عديدة مع الشخص دون أن يحصل على أي منها، هذا أراه مخالف للمنطق حتى ولو كان الشخص ذو مشاعر مرهفة لا يمكن أن تصل لهذا الحد.
وأصبح هذا الشخص حائرا وشاكاً في رجوع المال له
وانا أيضا أشك أنه سيعيد له المال.
عليه أن يسأل نفسه أولاً هل فعلاً صديقي بحاجة لهذا المال أم أنه يستغلني، فمن ظاهر ما وضحت في مساهمتك بأنه ليس محتاجاً للمال فعلاً، وإنما هو يرى من صديقه خزينة تفتح بابها له كلما مد إليها يده.
ربما عليه أن يتوقف عن إقراض صديقه المال، ويسأله بكل وضوح ودون خجل متى سيعيد إليه هذا المال الذي اقترضه منه مسبقاً.
عزيزي ميلاد،
نحن نقرض المال لمن هو محتاج لأول مرة ويكون بالنسبة لنا صديق مقرب أو موضع ثقة، ونصبر ولا نطالب بالمال، ونترقب حال الفرد فربما بالفعل هو في ضيق من الحال، ففي هذه الحالة يمكن إن اسطتعنا أن نسقط الدين عنه ولنا أجر وثواب، ولكن أن نقوم بإقراض شخص أكثر من مرة ولا نعرف سبب طلب المال، ولا نرى على الشخص الفاقة فهذا يعد سفاهة آسفة على التعبير. فهذا الشخص يستغل كرم صديقه ونبله، وعليه أن يتحرى ظروف الشخص ويتأكد أنه بالفعل يحتاج لهذا المال، وعليه أن يتوقف عن إقراضه ويخبره صراحة أنه لا يملك المال، ويطالبه بأن يرد أمواله إليه ولكن إن شعر بالإحراج فلابأس، فليحتسب ما قام بإقراضه لوجه الله. وليكن أكثر حذراً مستقبلاً.
التعليقات