بدأ يومي عزيزي القاريء في المحكمة، ذهبت مع صديقتي المحامية لإنجاز بعض الأمور هناك، وكانت هذه تجربة لي تخص مجالي الدراسي؛ إذ إنني أدرس الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، أخذت المحكمة وقت طويل من اليوم، لكن أحببت التجربة وعملت بعض الأمور عن المحكمة هي قليلة مع ذلك مفيدة، بعد ذلك خرجنا وجلسنا أمام البحر وتناولنا المثلجات، والأمر الرائع أن النكهة _رغم أنها من عربة متنقلة غير احترافية_ كانت طبيعية؛ حتى أننا بينما نتاول نجد قطع من الفاكهة لم وتخلط جيدًا، كانت ألذ من جميع المحلات المشهورة، ومعها مناديل بوفرة حتى نمسح بها، عدنا للشقة ثم أعددت لنا الطعام، ونمنا قليلًا بينما الكهرباء مقطوعة، ثم خرجت لأنجز أمر في الخارج، ما بقي هو حل مشكلة في السكن عندما يجتمعن، وأنا في الانتظار، وأذاكر ريثما أنتظر حضورهن.
"التدوين" اليوم العاشر.
إن كنت ستمارسين المحاماة بعد الانتهاء يمكنك تخصيص وقت للتدريب بمكتب محاماة، هذا سفيدك كثيرا وسيوفر عليك الوقت بعد التخرج للبدء بالعمل مباشرةً.
أعجبني جدًا يا رقية أنكِ ركزتِ مرتين على ذكر القيمة مقابل الثمن، قلتِ أن التجربة علمتكِ أشياء قليلة في وقت طويل لكنها أشياء مفيدة، وقلتِ أن المثلجات رغم أنها من بائع متجول إلا أنها طازجة ولذيذة.
من الرائع فعلًا أن نركز على الجانب المضيئ لما نمر به، فهذا يملأ قلوبنا رضى وتفاؤل ويخفف وطأة الشعور السيء تجاه المواقف.
يعني كان من الممكن أن تتذمري لأن تجربة المحكمة أضاعت فترة طويلة من اليوم، إلا أنكِ اخترتِ الاركيز على القيمة وهذا ما أحييكِ عليه.
إذ إنني أدرس الشريعة والقانون في جامعة الأزهر
الشريعة والقانون ضمن كلية واحدة؟ أو كل فرع دراسي لوحده؟ في حال كانت كلية واحدة ودراسة واحدة، أي أن حضرتك تدرسين الشريعة والقانون، فأنا مهتم جداً بأن أعرف كيف تتمازج دراسة الشريعة بالقانون ضمن الجامعة والأهم من ذلك هو سؤال ما هي المخرجلت المُختلفة التي يتحصّل عليها الدارِس في جامعة الأزهر لهذين المصطلحين المختلطين ببعضهما البعض ولا يتحصّل عليها الطالب الذي يدرس حقوق بشكل منفصل في أي جامعة أخرى؟ وهناك لديّ سؤال أيضاً حول الاعتراف الجامعي بمسألة جامعة الأزهر من حيث التعليم والممارسة في مسألة الحقوق ضمن المحاكم والحكومة فعلاً في البلاد.
الشريعة والقانون شعبة واحدة، هناك بالفعل شعبة منصلة للشريعة الإسلامية دون القانون، لكن من يريد دراسة القانون في الأزهر، يدرس الشريعة معها إجبارًا؛ وهذا يتيح له كل مجالات الشريعة وكل مجالات القانون، وفي الواقع الشريعة والقانون معترف بها أكثر من كلية الحقوق، فإذا تقدم طالب شريعة وقانون وطالب حقوق لنفس المهنة يرجح طالب شريعة وقانون، ربما لأنه يكون تحت ضعط أكبر؛ فهو بالتأكيد يتحمل الضغط، كما أنه يمتلك معرفة بالشريعة بصورة أفضل؛ إذ ندرس الشريعة بالتفصيل واللغة العربية منذ الصف الأول الإعدادي (السابع)، فهو جيد في اللغة العربية والشريعة والقانون، كما أننا ندرس بصورة إجبارية في كل كليات الأزهر لغة ثانية، فانظر لكل هذه الأمور التي نأخذها بجودة وقرر أيهما أكفأ؟ لذا من المؤكد أن كليتي تعد جيلًا لا يقهر ليدخل في مجالات عديدة دون أدنى مشكلة.
فإذا تقدم طالب شريعة وقانون وطالب حقوق لنفس المهنة يرجح طالب شريعة وقانون.
طلبة كليات الحقوق يدرسون شريعة أيضا، هي من ضمن المقررات لديهم في سنوات الدراسة، ويدرسونها تفصيلا، فهي أساسية لدراسة القانون أيا كانت الكلية المنتسبين لها، لذا لا أظن أن هناك تفريق بين الاثنين على أساس الكلية عند التقدم لوظائف، الأهم ما لدى الشخص من مهارات واضافات تناسب الوظيفة نفسها.
انظري، أنا قد اطلعت على مواد كلية الحقوق، ومواد كليتي أدرسها بالفعل، وأخبركي بكل ثقة أن ما يأخذونه في الشريعة ما هو إلا قشور، ونحن لا نأخذ مادة شريعة، نحن نأخذ مواد شرعية وهي فقه، وأصول فقه، وقضايا فقهية معاصرة، وفقه مقارن، وتاريخ التشريع الإسلامي، وغير ذلك من موادٍ هي تدرس لشعبة منفصلة بالفعل؛ فهي ليست مادة وإنما مواد شعبة الشريعة الإسلامية، ونحن شعبة الشريعة القانون نأخذها بشكل أساسي مثلها مثل القانون، وأخبركي أختي أن من الواضح أن مهارات خريج الشريعة والقانون بالمقارنة بخريج الحقوق هي ما تجعل توظيفه له الأولوية.
التعليقات