على أعتابِ عامٍ كُلِّي أمل بما ستحمله طيَّاته ... أقفُ بجسدٍ معتدل ، وعقلٍ واعٍ ، وقلبٍ راضٍ بأنَّ الله هو الذي يُبدِّل الأقدار لا السُّنون ... يُدبِّر الأمر ويُهيَّأ الأسباب ليجعل من مُستحيلي مُمكنًا ، لم يستجب لدعواتٍ أذكر أنَّني تلهَّفت لأجلها في السِّنين الماضية ، ولكن سُبحانه وهبني بالكثير الوافر الذي لم أطلبه حتَّى أغناني بكرمه اللَّا محدود ، وخيره اللَّا معدود ، وستره الذي أكساني به ومازال يجود ... كُل شيءٍ حرمني منه كنت أراه بعين العطاء ، حتَّى أدركت بأنَّ المنع لا يقتصر على الحرمانِ فقط ، بل أحيانًا يكون الأخذ هو العطاء ذاته ، ليقيك شرٍّ لم تكن تعلمه ولم تحسب له حساب ، لذلك أتَّكِلُ عليه في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة ، أفوِّضه أمري وظنِّي به لا يخيب يومًا ... ولهذا لم أعد أخشى السنين وأيَّامها، فربُّ الخير لا يأتي إلَّا بالخير ، دام الأمور بيده فكل الأمور مضمونة وهيِّنة ، فلنطوي صفحاتُ عام مرَّ علينا بسترٍ من الله وعافية ، وأهلًا بعامٍ جديدٍ ونحن في رعاية الله وحفظه...!