شاركت (لين) متابعينها رسالة من سيدة مسنة تحكي بها عن زواجها، وكيف تم.
هذه الرسالة أثارت بداخلها الكثير من المشاعر، مثل الإندهاش ، والحيرة التي انتابها إثر تغير الأحوال، والأخلاق، بتغير الأجيال، والزمان، لا تعلم العيب فيمن حقيقة.
كانت الرسالة تحتوي على:
أنقى أنواع الحب، الحب الفطري، حب الطفولة ذاك، أن تتقبل شخصا بطفولتك، وتستثنيه عن الآخرين، حتى بمراهقتك كذلك، حتى وأنت شاب هذا بحد ذاته أصدق أنواع الحب وإن كان حب يندرج تحت مسمى حب التعود، أو حب التعلق، لا يهم كل ما في الأمر أنني لم أكن أعلم بهذا من قبل.
سأسرد لك اليوم قصة زواجي بزوجي.
زواج يغلفه تقليد بحتي، ويساق تحت القريب أولي من الغريب، كما أن الدم واحد.
تزوجت من ولد الخال، بعد عدة اعتراضات من أخ أمي الأصغر فكان هو الوصي علي زوجي بعد وفاة أبيه، لطالما كانت المشاكل كثيرة بين أبي، وبينه، رغم حبه الشديد لي إلا أنه أبي وبشدة إتمام زواجنا.
والسبب أن زوجي كان يحب أبي كثيرا، يرافقه إلي المسجد، أينما حل كان يذهب معه، كان يحب حديثه، نصائحه، لذا كان يحفظ أمواله، وأسراره لدي أبي مما أثار غيرة خالي الأصغر.
ولكنه لطالما أراد الزواج بي، فقد كنت أذهب في صغرى لزيارتهم، والعب مع أخته، وكان يحب مرافقتنا، ونحن نشتري الحلوي، كما أنه كان دائما يحرص على إنتقاء ملابسي التي تهديها لي والدته (عمتي) وأنا رحلة باكية من منزلهم، فكانوا بمثابة أسرتي الثانية، وخصوصا أنني وحيدة والديّ.
ذهب مجبرا في الكثير من الأحيان لرؤية الكثير من الفتيات، تحت إجبار من عمه، ورفضهن جميعا لأجلي.
كنت أتباهى بذلك بين فتيات عائلتينا، كنت أحبه لكثرة حبه وتمسكه بي.
وأخيرًا تزوج بي دون موافقة عمه.
إلا أنه كان أحسن زوج، وأطيب شخص، وحنونًا، شغوفًا بحبه، وإن لم يقل.
إلا أن إهتمامه، تمسكه، رأفته بمرضي، وتأخر إنجابي.
رأيت محاولاته للتخفيف عني وقت موت أطفالنا بشهرهم السادس، صموده أمامي رغم الحسرة التي ملئت فؤاده.
حدثني حينها قائلا:
_لا عليكِ هذا أجلهما المقدر.
ازداد بكائي وعلا بأرجاء الغرفة وأنا أتمتم:
_ستتزوج غيري مثل ما يقلن؟
_الجميع يقول إنني تهاونت في المحافظة عليهما
ليقترب مني حينها محتضنًا إيايّ وكأنه يخبرني إنه لن يرض بغيري.
وبعدة عدة أعوام رزقت بذكر أسماه على اسم والده
لا أقول إن حياتنا لم تخل من المشاكل إلا أننا تماسكنا ببعضنا متذكرين المودة، وصلة الدم بيننا ناهين أي خصام.
أضافت لين ردها قائلة:
أدام الله حبكما، الذي أثر في داخلي أن مفهوم الحب يختلف كثيرا من شخص لأخر، كما يحدث الآن.
أغلب الشباب يدعون الحب، دون التغاضي عن المشاكل، ولا يحافظون على علاقاتهم بأحبائهم، لكن ذلك ليس بحب، تجد الأزواج تتهادى الورود، وكلمات الغزل، بل ويهتمون بتلك المبادلة، دون الاهتمام بالتغاضي عن الذلات.
#قصة_حب
#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم
#منة_محجوب
#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات
التعليقات