زمن غير زمان

ضغطت (لين) على زر النشر لتشارك الجميع حديثًا قد دار بينها وبين إحدي السيدات في المواصلات العامة أثناء عودتها من العمل.

فقد أنهت (لين) ساعات عملها متوجهةً إلي محطة القطار للعودة للمنزل، لتنتظر قليلاً حتى يقدم القطار المتوجه، إلى وجهتها المرغوبة، لتصعد على متنه جالسة على كرسيها، وهنا تمْكن الصدفة في لقائها بجارتهم السابقة، ليبدأ بينهما حوار بعد عناق حار، ممزوجِ بفرحة مقترنة بدهشة، فكلاهما لم يتوقعا هذا اللقاء فقد مرت السنون دون تواصل مباشر بينهما، ليتساءلا عن الاحوال، وما فاتهما معرفته، لتخبرها السيدة(دولت) أن منذ أن غادروا السكن بجوارهم وأن لا طعم للحياة، وسط إنشغالات الأبناء، وغلاء الأسعار، وأنه لم يعد هناك ألفة بين الجيران كالسابق،كل أسرة تسكن منزلها مغلقة باب مسكنها بإوصاد من العزلة عن العالم الخارجي، لا تريد مشاركة، ومساندة غيرها، أهذا ما أوصانا به الرب (يسوع) وما أوصاكم به رسولكم (صلى الله على وسلم)؟، تساءلت السيدة في حيرة، والغرابة تنهش في فكرها كـ داء خبيث بينما يعلو الإحباط وجهها من سوء أخلاق المجتمع الذي لم تعهده يومًا في عمرها 55 عامًا، ومن ثم أسترجعت حديثها قائلة:

ليت الزمن يعود، ونتشارك جميعًا ذلك الوعاء الحاوي على أي أكلة قد تصنعها إمرأة في مطبخها، بأي شقة من شقق المَبني القديم، وأخبرتها عن أن مصر في ترابط عجيب منذ القدم بين المسلمين والأقباط، وأن زوجها كان يحثها على إنهاء الطعام قبل ميعاد آذان المغرب، حتى لا نزعجكم في تناول طعامكم، وليكن لديكم علم سابق بماهية الوعاء، وأسترسلت حديثها مضيفة:

أتذكرين دكتور (أمجد) طبيب المَبني الكاشف على جميع سكانه، وإن كان دون تخصصه، وتوصيته بوصفة علاج، لأهل المريض، آه يا بُنيتي يالتغير الزمن.

لقد أتتني بوادر غيبوبة السكري أول أمس لو إنني لم أقم بحقني بعلاج السكري، لمُت دون أن يتسأل أحد عني.

لتردف(لين): سلامتك يا خالة العمر المديد لكِ.

لتربت على كتفها مضيفة لا رغبة لي بحياتي منذ أن فقدت عمكِ(جرجس).

الفاكهة والخضروات، هي الأخري لم يعد لها رائحة ولا لون، حتي أنهم يُزرعون في آوان غير مواسمهم، ليس كالسابق كنا نتلهف أنا و(جرجس) لتناولها من موسم لموسم، هزت (لين) رأسها مؤكدة صحة حديثها، في يأس قائلة:

متي كبرنا يا خالة.

لتحتضن (لين) فجاءةً مودعة إياها، فقد أوشكت محطة نزولها على القدوم، لتذهب لباب الخروج وتلوح لها، لتبادرها هي الأخري بدورها، وتبقي (لين) في دوامة الذكريات، وفي خاطرها المزيد لم تشاركه أحد.

#زمن_غير_زمان

#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم

#منة_محجوب

#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات.

هذا هو الزمن الحالي، للأسف نسكن بنفس البناية ولا نعلم من هم جيراننا، ولا نعلم من مريض أو فرحان، حتى المناسبات السعيدة لا نتشاركها، أصبح هناك تخوف من الاختلاط مع الآخرين لا أدري ما السبب في ذلك، لكن كل بيت مغلق على من به، ما السبب في ما وصلنا له الحقيقة لا أدري.

Huda Khashan

2023-03-26T08:19:16+00:00
المزيد
- رابط مختصر

ليت الزمان يعود حقًا!

صباحًا كنت أشاهد عبر فيديو للكثير من العائلات في المدينة عندما كان يقضون رمضان، كيف يتسوقون لرمضان، كيف كان يسارعون في تقديم أطباق الإفطار بين بعضهم البعض.

وهذا الأمر عاد بذاكرتي إلى الوراء، إذ أتذكر أنّ أمي وجدتي كانت ترسلني لإرسال مثل تلك الأطباق إلى الأقارب والجيران في شهر رمضان. كنت سعيدة جدًا. ربما مثل هذه العادات كانت تضفي لمسة محبة وألفة بين العائلات.

لكن للأسف اندثرت هذه العادات..لم يعد هنالك شيء اسمه ترابط اجتماعي.

Amany Izz Eldin

2023-03-26T10:29:25+00:00
المزيد
- رابط مختصر

مؤسف ما وصلنا إليه في يومنا هذاا يكون الأخ بجوار الأخ يسكن ولا يعلم أخباره ولا أحواله، لا أعلم أي تسارع وأي تطور فصل العلاقات بهذا الشكل، دائمًا ما أحن لحياة الأرياف أو البساطة التي كان الجميع متألفين متحابين قلوبهم متآزرة. أنا لم أعهد العمر الكبير في ضاحيتي ولكن لطالما أحن للأمر كون البساطة كانت تغلب، والمحبة هي المسيطرة .جميعنا أخوة ومتحابين.

الأن نعيش كل شخص بشقة لا أعلم عن أحد أي شي حتى لو سألت اجد الإجابة الجافة وكأن الأخرين لا يريدون أن يعلم عنهم أحد

مجهول

2023-03-26T14:26:16+00:00
المزيد
- رابط مختصر

على الرغم من أننا جميعًا نذهب إلى فكرة العودة بالزمن، فأنا أرى أننا لا نحترم هذا الوازع إلّا بسبب التعامل مع الأمر من باب الطمأنينة، حيث أجدنا جميعًا نشعر بالغربة والخوف من المستقبل، وهذا أمر طبيعي بكل تأكيد. لكن في مقابله، لا أحبّذ على الإطلاق أن نمتلك الوازع المستمر نحو العودة إلى الماضي لمجرّد أننا نعرف حدوده، حيث أن هذا يكون نابعًا من التعامل مع المستقبل كمجهول مخيف، يحتاج إلى الجهد وما زال يضخع للاحتمالات. وعليه، فإن التفكير في الماضي أمر رائع. لكن لا يسعني أن أنكر أنها تعطيل لأي مسار نجاح ممكن.

قصص وتجارب شخصية

شارك كل ما يحدث معك من قصص وتجارب حياتية مفيدة، واقعية، وغير منقولة. مشاركتك هذه قد تلهم الآخرين، وتنقذ حياة شخص ما.

76.9 ألف متابع

زمن غير زمان

التعليقات

اقرأ أيضًا

قصص وتجارب شخصية