المرأة بعد اكتشاف خيانة الزوج... الصبر والمعاناة أَمْ الطلاق وضياع الأبناء؟

وفقًا لتقييمها للأمر والوضع بشكل عملي بعيدًا عن العواطف، وهي فقط من يمكنها أن تقرر وفقا لظروفها، فهناك حالات تعرضت لمثل ذلك والقرار اختلف نتيجة للظروف، هناك من انفصل دون تردد، فالخيانة تأثيرها بشع على الجميع وعواقبها قد تستمر، ومن أخذ قرار الانفصال كانت النساء التي لديهن قدرة على تحمل نفقات أولادها، ولديها القدرة على توفير مسكن واستقرار نفسي والذي هو أهم من أي شيء، لأطفالها ولنفسها. وهنيئًا لهم بأن لديهم القدرة على ذلك.

والآخريات التي لم تتوافر لديهن هذه الخيارات وقررن التكملة خاصةً في حال لم يكن لديهن عائلات تتحملهن، واكملوا فقط من أجل الاولاد وعدم قدرتها على التحمل.

بالنهاية المرأة عندما تُخان خاصةً إن لم تكن مقصرة من الصعب بل من المستحيل أن تنسى، وسيظل هذا عائقا أمامها لتعيش وتنعم بالراحة، لذا من تضطر للبقاء فهي غالبا ستنهار نفسيا مع الوقت. إلا لو اعتبرته ميتًا وعاشت من أجل نفسها وأولادها وهذا يحتاج لإمرأة قوية

ناديتُ بذلك عدّة مرّات وسأستمر في طرح الرأي نفسه ما حييت. تتمثّل المشكلة الحقيقيّة في هذا السياق في كون المرأة غير مستقرة أو مستقلّة اقتصاديًّا في مجتمعاتنا، ممّا يتسبّب في سيطرة معايير اخرى على خيارها الشخصي، ناهيك عن الأزمة التي يوضع فيها الأبناء في الكثير من الأحيان بين أم غير مقتدرة وأب غير عائل. من هنا، يمكننا النظر إلى ما نتسبّب في حدوثه في المجتمع، حيث لا تزال الكثير من الثقافات تتعامل مع المرأة كتابع اقتصاديًّا ومهنيًّا، ممّا لا يوفّر فرص التنشئة القياديّة والرياديّة للنساء. لذلك يجب أن تحقق المرأة استقرارها واستقلالها الاقتصادي أوّلًا قبل خوض أي معارك على هذه الشاكلة.

المرأة بعد اكتشاف خيانة الزوج... الصبر والمعاناة أَمْ الطلاق وضياع الأبناء؟

الطلاق ليس قرار سهل على المرأة خاصة غذا كانت ظروفها لا تسمح بذلك، ليس لها دخل ولا عائلة، لا يمكنها اعالة الأطفال ولا يمكنها الابتعاد عنهم وتركهم للأب.

إذا كانت الخيانة يمكن أن تغتفر يعني كانت بالحديث فقط ولم تصل للعلاقة المحرمة، وليس لها حل أعتقد أنه معالجة الأمر وحل المشكلة ومواصل الحياة أفضل مع ابنائها والأب خاصة إذا لم يكن لها خيار.

لكن إذا كانت الخيانة علاقة كاملة فهذا الرجل سيكون مصدر الأمراض وستكون أمام أمر أكثر خطرا المرض النفسي والجسمي، في هذه الحالة عليها تركه وتوكيل أمرها لله.

مع أنني لا أرى خيارات في هذا الموضوع والخيار الأمثل واضح ولا يحتاج لتساؤول، لكن سأفكر بطريقة أخرى.

في حالة الخيانة الزوجية ينبغي أن يعتمد رد الفعل على هل الشخص يشعر بندم؟ وهل هي لحظة طيش أو تسرع ولن تُعاد؟ هل هي المرة الأولى؟ مع أنني مقتنعة ان الذي خان مرة سيخون اثنتين وثلاثة ولكن لنفترض حسن النية هنا.

إذا كان يرغب في إصلاح الأمور بامكانها ان تعطيه فرصة ولكن لا يجب وأؤكد على انه لا يجب أن تثق به ثقة كاملة مرة اخرى وأن تكون حريصة اكثر. وإن لم يكن كذلك فالطلاق أحله الله لحكمة ويوجد أمثلة لعائلات منفصلة تعيش حياة صحية دون خلافات.

ولهذا السبب أتمنى كل مرأة بأن تزيد من وعيها وثقافتها في هذه الامور، وأن تحرص على استكمال تعليمها والاستقلال المادي لان في مثل هذه الحالات سوف يساعدها كثيرًا في اتخاذ قرار وأيضًا في المحافظة على كرامتها وإعالة أطفالها دون أن تحتاج احد.