قد يكون الكلام هنا صعب التطبيق وقد يصنفه البعض على انه مستحيل ولكن أظن أنه بالمران والمدوامة قد تقل درجته الى الممكن.

كثيرا ما رايت فيمن هم حولي أو من وصلتني حكاياتهم عبر مختلف الوسائل والطرق اذا ما انتهت واحدةً من علاقاتهم مع من كانوا يظنون فيهم دوام وجودهم كنت أري فيهم مايدمي القلب لحالهم من حزن وبؤس مدقعين وكآبة تدوم طويلا فكنت أشفق لحالهم وأتأمل موقفهم، وكنت أسأل ألم يعلموا من قبل أنه لكل بداية لابد من نهاية محتومة؟ حتي هم أنفسهم سينتهون ويفنون؟ هذا شئ لا مفر منه، فلماذا اذا تعرون قلوبكم كل التعرية لمخالب الحزن السوداء تنهشها وتصيبها بالندوب الغائرة والتي حتما لن تزول علاماتها وستظل بصمتها في نفوسكم.

أعلم أنها العاطفة وأدرك أنها المشاعر، ولكن اذا كان لي القدرة أن أبصر نهاية الطريق فلماذا لا أعد نفسي له قبل ان يأتي، لماذا لا أجعل له مجلسا على طاولة التوقعات.

وهذا أنا جعلت لنفسي في كل علاقة مع أي انسان في حياتي وحتي الجماد، جعلت بابا خلفيا للخروج لن أقول الآمن بل سأقول الأقل ضرراً لانسحابي من تلك العلاقة، وجعلت أنظر اليه كل يوم وعند كل موقف تتصل فيه اطراف علاقة ما وأتحين اللحظة المحتومة التي سألج من خلاله فيها.

يوما ما انهيت علاقة مع أحدهم كانت ذكراه قد مدت جذورها في أعماق قلبي لا أنكر أني حزنت وتأثرت لكنى ارسلت نظرة نحو بابي الخلفي في غرفة هذه العلاقة وتمتمت له (الآن قد حان وقتك والآن قد أذن الرحيل) فولجت منه ثم أحكمت اغلاقه كي أقوم بدفعه لتنهار أرضه به الى أعماق سواد فوهة الماضي البعيد كي يكون مجرد ذكري...

اذا فلابد من باب خلفي...