لا أخرج من المنزل كثيرًا لغير مهام رسمية وضرورية، وبتراكم هذا الطبع على مرّ السنين أصبحتُ بعد 22 سنة لا أعرف معظم الطرق الرئيسية في مدينتنا.

حينما أخرج مع أصدقائي أحاول تعلّم الطريق، أكون مُركّزًا لحفظه، ثم أُشغل سريعًا بما يُفتح في المحادثات، فأنسى الشارع الذي دخلوا فيه، والجسر الذي عبرناه.

أن لا تكون عارفًا بالطرق شعور بغيض، خصوصًا عندما يتحدّثون عن مكان نريد الذهاب له، وأنت لا تعرف منه إلّا اسمه المألوف، أما تخيّل طريق الذهاب والعودة فهو من المستحيلات.

هذا يُساهم أيضًا في أن أتجنَّب الكثير من الخروجات الترفيهية، لأنِّي لسبب ما لا أشعر بالراحة للذهاب في مكان من دون أن أستطيع تخيّل طريق الذهاب والعودة في ذهني.

الأمر يضرّ الرجال والنساء على حدّ سواء، لكن أن تكون رجلًا يعني أنَّك ستكون القائد والدليل في معظم فترات عمرك، وقد لا يكون من اللائق أن لا تعرف الطرق الرئيسية وتُقاد كما يُقاد الأعمى.

ولأنِّي صديق حميم للتكنولوجيا، ولنا سنون طوال نتخاصر ونتبادل الود، بثثتُ لها شِكاتي وكان عندها الحل. أكتشفتُ هذه الطريقة مؤخرًا، والتي حوَّلتني - ولا أبالغ- من مادّة تنمّر من أصدقائي على أسئلتي المُتكرّرة: أين نحن الآن؟ إلى شخص يُقرِّع أذن السائق أن كان هناك طريق أكثر اختصارًا لهذه الرحلة.

كيف حدث هذا؟

1- تحتاج لتحميل تطبيق خرائط جوجل maps وتضعه على خاصية Satellite Mode

الخرائط العادية جيّدة، لكنِّي وجدتُ أن خاصية الستالايت أكثر قُربًا للواقع وأستطيع بناء معرفتي في الطرقات عليها بشكل أفضل.

2-التدريب اليومي! لأنِّي أريد أن أعرف الطرق بشغف، أصبحت هذه هواية، كلّ يوم لعشر دقائق أقلّب في الخريطة وأحاول معرفة طريق جديد، هذا الطريق يكون على بالي بشكل عشوائي، أو رُبما سمعته صباحًا من أحد، أو مررت بشارع يُجانبه وتسائلتُ عمّا فيه.

3- أحاول أن أختبر نفسي أكثر، بأن أبني طريق العودة من هذا الطريق إلى منزلنا، وإذا نجحتُ في ذلك، سيكون هذا الطريق ضمن قائمة "أدواتي" التي أستخدمها لبناء معلوماتي حول طريق جديد.

4- أحاول أن أفتح يوتيوب وأبحث عن اسم الطريق لأرى ما يوجد فيه، أستشعر كيف يكون جوّه ومساراته.

5- أحاول رسم ما تعلّمته على ورقة.

6- يقول لي أصدقائي أنّك لن تحفظ الطريق من مرات قليلة إلّا إذا مررت فيه بسيّارة، ولوالد صديقي مقولة مشهورة يقول فيها: من يقود في طريق ثمّ ينساه غبي!

لكن مع عصر التقنية، ما يقولونه عبث! أستطيع رسم نسخة مبسَّطة من خريطة الطريق، ثمَّ أضعه في برنامج أنكي للتكرار المتباعد، فيكرّره علي بعد أيّام، سيكون هذا الطريق أسهل عندي من طريق كلّيتي!

ماهي طريقتكم في حفظ الطرق؟