كثيراً ما نجد في حالات الوتس أشخاص ينشرون عن صفات يرونها سيئة وينتقدونها بطرق مختلفة من خلال هذه الحالات

وفي 90% من الحالات عندما تتأمل حال الشخص وتتذكر له المواقف السابقة ستجد أنّه يملك شيء من تلك الصفات وفي بعض الأحيان تجد أنّه منغمس في الصفات السيئة التي ينتقدها

الحقد الحسد التجاهل عدم الاحترام عدم الاهتمام جرح المشاعر الاستهزاء التهكم الاستعلاء

السؤال : لماذا ينتقد هذه الصفات وهي جزء من تكوينه الأخلاقي في التعامل ؟

إما أنّه لا يدرك أنّه يحمل من تلك الصفات ما يحمل

وإما أنه شخص كاذب يدعي لمجرد الادعاء

السؤال هنا كيف تتشكل هذه العقليات ؟

1_إن حالة عدم الإدراك تأتي عندما لا يحساب المرء نفسه بشكل صادق وحازم

مثال عندما يقول كلمة قد تجرح شخص ما بطريقة غير مباشرة على الفور سيأتي خاطر ينبهه أن هذه الكلمة زلة وقد تسبب جرحا نفسياً لشخصٍ ما

في هذه الحالة إما أن يؤنّب نفسه ويتفكر في أثر الكلمة على غيره ويعهد لنفسه بعدم تكرارها

وإما أن يتجاهل

إن التجاهل المستمر يؤدي لتراكم الزلات واعتيادها فيصل إلى حالة عدم إدراك أنّه شخص سيء أخلاقياً

2_في الحالة الثانية وهي الكذب

هنا اجتهد الشيطان وقابلته النفس الأمارة بالسوء وفي النهاية هي فتنة

حسنا الان ماهي الغاية من انتقاد هذه الصفات ؟

ببساطة الإنسان بطبيعته يريد أن يكون ذو أخلاق حسنة وهذه فطرة فطرهُ الله عليها فالأصل في الانسان هو البياض

فالخير والحب والتصافي والرحمة هدف إنساني فطري

وفي حال تدهور الانسان أخلاقيا سيشعر في مرحلة ما بالنقص فيؤدي ذلك لانتقاد التدهور الأخلاق الذي حل به

طبعا هذا الشعور بالنقص قد يزول في حال الانغماس الشديد في الصفات السيئة وهذا مؤشر خطر وقد يتحول إلى فخر وعزة كمثل فرعون والنمرود الذين وصل بهم التكبر إلى ادعاء الألوهية

وبما أنني أبغض المقالات التي لا تحتوي على الحلول سأبين الحل برأيي :

أولا :التشبث بالخاطر نعم خاطر التأنيب

يجب أن تعرف ما الذي أحدثتْهُ كلمتك في نفس الغير

عليك معايشة حال الشخص الذي آذيته والتعهد بعدم تكرار مثل هكذا أخطاء وأن تسارع لاستلطاف الجو قبل أن يحدث الشيطان شرخا بينك وبين أخيك

ثانيا : معرفة ماهيّة الأشياء

مثلاً ماهية الغيبة ؟

قال تعالى«يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم»، (الحجرات 12).

هنا يشبه المولى عز وجل الغيبة كأن يأكل الانسان أخاه ميتا 

طبعاً لن تجد أعظم وأجدر من هذا التشبيه أن تذكر أخاك بسوء وهو ليس موجود ولا يستطيع رد ذكره بسوء لهو أمرٌ مقيت

ثالثاً: الموازنة الصحيصة

أي أن تزن أي شيء وأي فعل في موازينه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا) رواه الترمذي وحسنه،

فالكلمة التي توجهها لشخص بغرض الضحك والاستهزاء ستعطيك سعادة مذمومة مؤقتة في الدنيا

وستهوي بها في النار سبعين خريفاً

في هذه الحالة عبارةُ (الموازنة خاسرة) لاتكفي لوصف الخسارة

باختصار ديننا دين أخلاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق )

واعلم أنه لا يوجد منهج أخلاقي يراعي مشاعر الناس أكثر من الإسلام

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .