السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست جيدا في المقدمات وبما أن الموضوع وصل لذروته معي .. سأبدأ .. بما يأتي معي

مع مواقع التواصل الإجتماعي ومع الإهتمامات والثقافات الغربية الدخيلة على المجتمع الأسلامي

أصبح حالنا كحال من يبحث عن تفريغ لمقتضايات حسية رغبوية إنغماس ذاتي

لايفرق عن نظام الإعجابات والمتابعات والمديح والثناء والمجاملات والمغزى المعدوم من مواقع التواصل الإجتماعي

أقوم بتشبيه حالنا كما لوأننا مغمورين ببركة وحل سامة و لزجة متحركة تسحبنا بعنف للأسفل ونحنُ نحاول النجاة منها والخروج بأي وسيلة

نعم هكذا هو العالم الإفتراضي على صورته الوضوحية البحتة

قبل أن أبدأ بمحتوى الموضوع

دعوني أشرح لكم أولا من أي طبقة عقائدية وفكرية أنا .. ببساطة أنا من الأشخاص الذين يراعون قيمة الفرد ومحتواه وأفكاره وإهتماماته

وأقوم بتكوين علاقة معه على هذا الأساس وأنا أراعي ديني فيما يأمرني وماينهاني عنه طريقي مستقيم وأول ما أعرف أن الشخص الذي أقيم علاقة معه

له سلوكيات سيئة أقوم سريعًا بإبطال علاقتي معه وأنجو بنفسي لن أصاحب شخص ليس لديه قيم وأخلاق ولا أهداف في الحياة ويستهوي الفتيات المحرمات عليه

بنسبة المواصفات التي أطالب بها ليست موجودة في عالم البشر ..

هكذا تكوين البشر وهذا شيئًا أنا خضته شخصيًا في أماكن عديدة إفتراضية .. والواقع الحقيقي مجاله مغلق لي لأسباب منطقية كثيرة

لا أحد يريد أن يكون صادقًا وعميقًا في علاقته وبعبارة أدق لا أحد منفتح على شخص غير منفتح .. وبما أن العالم الإفتراضي مكان متاح

يمكن لأي مستخدم أن يبادر بمشاعره وأفكاره ويكتشف أوجه التشابه مع الآخرين ..

وبصراحة لقد بذلت جهدا لكي أكسب الناس لكن الناس لايريدون هذا الجانب العميق والواضح من شخصيتي

يريدون أن يختصروا أنفسهم والآخرين .. نحنُ نعيش في عالم الإختصارات .. لا أظن أن هناك شخص فكر

بشيء يمكن أن يكون ناجحا مع الآخرين .. كيف يجتمع إثنان ليتناقشا أمور الحياة تجاربهم لحظاتهم وذكرياتهم

معاناتهم وثباتهم قوتهم وضعفهم وكيف يؤسس علاقة وثقية على الإستمرارية في محاولة إرتباط الذات بذات آخرى وتكوين علاقة حقيقية غير منفعية

لأن ذلك شيء لايكتمل بمجرد عبارات او محاولة لكسب العلاقات إنه شيء يكمن في الداخل

إن يكون هناك إنسان حقا يريد أن يغوص عميقا في النفس الإنسانية منقبًا عن كينونة تلك النفس

ويرى ماهو المعنى الحقيقي في كسب الآخرين ومناجاتهم والحفاظ عليهم وكيف تضحي لكي تنقذ ذاتًا عزيزةً عليك لم تشئ عيناك أن تراها تسقط أو تنهار

او يتخللها الإحباط والفشل ..هكذا تتموضع الصداقة الحقيقية ..

أبقيت هذه الرغبة طويلا حتى اهترت ومضى عليها الدهر وأنا أقول لنفسي كم سيكون الأمر غاية في الجمال أن تجد شخصًا

يراعي تلك القيم والمواصفات ويشارك نفس الإهتمامات ويكون عميقًا بفكره ويكون مقدراً للصداقة ومخلصًا

هو إنصهار يُكمل قيم أخلاقية مع معايير صفاتية مع أفعال إنسانية غير نفعية ليُشكل كيانً متكاملً

حال تفكير شبابنا اليوم

أي الشخصيات الأنثوية وقعت في أسر حبها , بلاء العشق المحرم الذي أصبت به جعلك في حلقة عذاب لانهاية لها

ذلك من حصاد ما أقترفته نفسك

أشتم وأسب وأخلاقي رديئة , أشاهد أفلام سخيفة لامعنى لها , ليس لدي شيء يتصف به المعنى والمغزى

أريد أن أستمتع بحياتي حتى وأن كان ذك سيجعلني تافهًا .. كن تافهًا كما تريد إن كان ذلك سيحقق كمالك في الحياة

وأنا لا أتخذ موقف مناضل مع الفتيات لأنهم لايختلفون عن تفكير الفتيان .. وأنا لا أعني كل الفتيان والفتيات

لأن الأمر نسبي وليس مطلق

لا أعرف أي حال وصلنا إليه , بدلاً من أن تكون الفتيات في مجموعات يطورن من ذواتهن ويكونون مترابطين مع ذواتهن وقريبات من بعضهن

لا أصبحن الفتيات سائرات وراء شهواتهن ورغباتهن الحياتية المادية او الغريزية حالهم كحال الأولاد .. والأولاد بصراحة

حالهم مؤسف كثيرا .. بما أنني منهم فيجب أن أكون أكثر صرامة وهذا ليس كرهًا ولا قيادية .. الحقيقة أقولها دون إكتراث لايهمني من يقف نقيضًا لها

طبعا هناك صالحين بنسبة محدودة ويمكن معدومة .. انا واحد منهم .. لكن للأسف ليس لدي بوصلة خاصة بإيجاد بقية الصالحين لكي

أكسبهم .. هم النوادر في هذا العالم وإنقراضهم سيكون مأساة حقيقية في عالم فيه تقبع نفوس البشر لايعلم بحقيقتها سوى الله تعالى

لكن الواقع يقع ثقيلاً ثقيلاً جدا .. والأقدار ليست من تأسيس الأختيار أو الإقتدار على تكوينها

كل شيء لسبب .. والأقدار ليس على الأنسان من فرار أو خيار ..

مايؤلمني حقًا أن السلالة البشرية الصالحة على وشك الإنقراض من صاحبهم وكان صديقًا لهم حتى النهاية

لا أتمنى إلا أن يبقى كذلك لهم للأبد لأنه مكسب لايقدر بثمن.. الله يلطف بالحال النفوس تغيرت والمفاهيم انعسكت والنهاس في عوالهم الخاصة يعيشون

انا ايضا أعيش في عالمي الخاص .. الكل كذلك إن لم أكن مخطئًا وربما أكون مخطئًا

..

قريبًا سينقرضون وربما سيأتي دوري لأنقرض أنا أيضا وبعدها يعيشون أتباع الشهوات والرغبات مع أنفسهم ويكون خير صحبةٍ مع ذواتهم المتماثلة

حاليًا أستطيع أن أنجو ممتلكًا ذاتي الوحيدة منعزلاً عن ذوات الآخرين .. وفي النهاية الأمر إعتيادي

لقد بحثت طويلاً عن صديق صالح وأنتهى الأمر بالإخفاق ولن أبحث مجددا .. إنتهى كل شيء للأبد

والله المستعان على حال هذه الأمة والله يطلف بحالنا ويصلحنا والعوض على الله وحده