بقلم الكاتبة الصغيرة نوال علي محمد

العمر7 سنوات

رأيتها تجلس في زاوية ما في أحد أركان المدرسة، جذبتني عيناها الغارقة بالدموع والحزن يمل عينها، نظرت ونظرت وتأملت حالها تلك، وقلت في نفسي لماذا ما زلت أقف مكاني إذهب اليها واسأليها ما الذي يحزنك كنت خائفة ومترددة لأنني ظننت أن تصرفي غير لائق وتدخل في خصوصيات الآخرين، وربما أزعجها ولكن تشجعت وذهبت لأن الفضول كاد يقتلني في أمرها......... مرحبا : كيف حالك أنا زميلتك نوال من الصف الرابع الشعبة الثانية ؟ الفتاة: نظرت بعيانها لي ولم تجب وتنهدت تنهيدة عميقة وكبيرة ، استغربت لتصرفها ورن الجرس. ذهبت للصف وهي أيضا ذهبت للصف، كانت هي في الصف الرابع الشعبة الأولى، أثناء الحصة جلست أفكر وأفكر

بتلك الفتاة ولم أستطع التركيز لشرح معلمتي ، انتهى الدوام المدرسي وذهبت إلى المنزل وجلست في غرفتي أفكر في تلك الفتاة التي شغلت بالي، وكم تمنيت أن يأتي الغد، لكي أذهب إليها وأسألها مرة أخرى

ما الذي يحزنها وأتى الصباح وصلت لمدرستي وعيناي تذهب يمينا ويسارا لعلي أرى تلك الفتاة ولكني لم أرها ذهبت لصفي وأنا أفكر!!!! انتهى الدوام وذهبت للبيت وأنا أفكر ما ذا أفعل فلقد شغلت بالي كثيرا ولم أنسى عيناها المليئة بالحزن ، وذهبت للمدرسة وكل يوم أذهب لا أجد الفتاة ،فاستغربت كثيرا وخفت أيضا واحترت في أمري ماذا أفعل فقررت الذهاب إلى معلمتي والسؤال عنها .

نوال :معلمتي لدي سؤال يشغلني منذ أيام ؟ المعلمة: ما هذا الذي يقلقك ؟ نوال: هناك زميلة لي في المدرسة من الصف الرابع لا تحضر للمدرسة منذ أيام وأنا قلقة عليها. المعلمة : تقصدين وديمة نعم إنها لا تحضر للمدرسة وحاولنا الوصول لأهلها كثيرا ، ولكن دون جدوى! نوال: ما أريك يا معلمتي أن تبحثي عن عنوان منزلها ونذهب للاطمئنان عليها فربما كانت تحتاج لمساعدتنا . المعلمة :حسنا سأخذ الإذن من المدير ونذهب. نوال: يسلا م الآن ارتحت قليلا، وصلنا للعنوان ونزلت من الباص وشعرت بثقل في قدماي ثقيلة لا أعرف لماذا !!؟و قبضني قلبي وشعرت بضيق كبير... دقت المعلمة الباب، فتحت لنا خادمة المنزل، سألتها المعلمة :أين وديمة أريد التحدث معها. الخادمة توترت وقالت لا أعرف! المعلمة: أين والدت وديمة هل أستطيع التحدث معها؟ اهلا تخرج من فمها كالقنبلة، ماذا تريدين ؟ أنا معلمة وديمة وقد أتينا لأطمئن عليها واستغربنا غيابها الطويل عن المدرسة بدون عذر وعندما لم تجيبي على اتصالاتي

قررنا أن نأتي ونسأل عن حالها. أم وديمة :وديمة بخير مع السلامة أغلقت الباب بقوة في وجهنا نظرت لمعلمتي بدهشة وهي نظرت لي مندهشة !!!!!!!! وقلت أنا متأكدة أن وديمة في خطر فتصرف الأم كان غريب جدا . المعلمة: نعم حتى أنا تسرب إلى قلبي الشك. لكن ماذا نفعل وكيف نصل إلى وديمة؟... نوال :عندي فكره يا معلمتي سنجد فيها طريقة للوصول إلى وديمة، أن ننتظر حتى خروج الأم من المنزل

نسأل الخادمة عن وديمة لأن الخادمة كانت متوترة وخائفة. المعلمة: وإذا لم تخرج الأم ماذا نفعل؟

نوال :ستخرج إن شاء الله

مرت ساعة ونحن ننتظر ونراقب من بعيد منزل وديمة، فتح الباب وخرجت أخيرا الأم وانتظرنا حتى رحلت بعيدا ركضت بسرعة للمنزل وطرقت الباب وفتحت لي الخادمة ، قلت لها أنا صديقة وديمة ويجب أن أراها ، الخادمة خافت ولكني قلت لها لن أخبر أحد لا تخافي ،ذهبت بي إلى غرفة وفتحت الباب وعندما نظرت إلى الداخل صعقت من هول المفاجأة !!!!!!يا إلاهي ما هذا الذي أرى !!وديمة مقيدة بالسلال وحالها يرثى لها ووجهها شاحب جدا، ركضت لمعلمتي لكي تأتي وترى وذهلت مما رأت ركضت إلى وديمة لتفك السلاسل ولم تستطع .

حملت وديمة التي كانت في عالم آخر لا تدرك شيئا، وأسرعنا بها إلى أقرب مستشفى. الأطباء تجمعوا فوق وديمة يا إلهي من الذي فعل بها هذا الحروق تمل جسدها وحرارتها مرتفعة جدا ووزنها ضئيل جدا، اتصل الدكتور بالشرطة وحضرت وبعد تحقيقات مكثفة في أمرها .وديمة طفلة يتيمة وزوجة أبيها تقوم بتعذيبها والأب غير موجود لأنه كان في بعثة خارج الدولة. مرت شهور على مكثوث وديمة في المستشفى تتعالج من آلام جسدها ولكن من سيعالج آلام روحها،

كان الله بعونها وكنت أزورها كل يوم وأصبحت أفضل صديقة لي، وكنت أحاول إسعادها وأن أنسيها بعضا من آلامها ولكن؟؟؟ هل ستنسى !!!!!

الكاتبة الصغيرة: نوال علي محمد

حساب نوال عبر تواصل الأجتماعي