تذكرت وليتنى لم اتذكر بيتنا القديم البسيط ، كم كان جميلا ، لا تكسوة احدث الديكورات ، ولا افخم. المفروشات ، بيت طينى بناة ابى وامى ، يوما تلو يوم ، هذة الخزانة (الغرفه) الصغيرة المخصصة لأبى ،وتلك الأخرى لنا ، فراش واحد يجمعنا ، لم تكن لدينا منضدة الطعام بل كان لدينا أروع منضدة تلك ( الطبليه) الخشبية البسيطة التى كانت تجمعا ، سطح البيت من جريد النخل والطين ، كم كانت رائعة تلك الشرفات البسيطة التى تكاد تنير المكان ، حتى حينما ياتى الظلام تلك اللمبات البسيطة تبددة على استحياء ،حتى للظلام جمال ، نعم جمال الدفء والحب واللمة ،لم يكن هناك تلفاز يشغلنا أو يشوه فطرتنا النقيه ، ولا وسائل التواصل الوهمية تلهينا ، كانت تتعالى الضحكات والقلوب صافية لا يعكر صفوها كدر ، لا حقد لا غيرة لا أنانية ، هذا الأب الرائع الذى علمنا الحلال والحرام وظل يعافر ويكدح ولا يطعمنا إلا من عرق جبينه ، وهذه الام الحنون والزوجة الوفية التى كانت تدعى الشبع حتى نشبع ، كانت نعم الزوجه لزوجها ، تبدلت الايام وضاع بيتنا القديم وأصبح الآن بيوت بدل بيت وتفرق الإخلاء أروع الديكورات وأحداثها ،أشهى الموائد و طعمها ، لكن وللأسف لم تعد القلوب ولا الضحكات صافية ، لم يعد الود مكان ،تلاعبت بنا الأيام وتغير كل شىء حتى القلوب تغيرت ،ليتنا ظللنا فى بيتنا القديم أو ليته ظل يجمعنا .