"انت ترى الاموات يرتعشون امام عاصفة الحياة فتظنهم احياء وهم اموات منذ الولادة لكنهم ينتظرون من يدفنهم اما الحي فهو يركض مع العاصفة ولا يقف الا بوقوفها "

هذه العبارة الغامضة في اول فصل من فصول رواية العواطف للكاتب والمفكر جبران استوقفتني كثيرا في بداية حياتي ..

كنت في تلك الفترة مليئا بالقلق والتشكيك بالذات

ويوميا استيقظ في رحلتي مع تقبل الذات ..

فاتت هذه العبارة الغامضة لتشدني نحو التفكير بوجود حياة اخرى غير تلك المقلقة التي اختبرها..لكن ما معناها ببساطة لا ادري..


في الطب استدلت الابحاث العلمية ان العامل الرئيسي للاصابة بالاكتئاب هو العامل الوراثي وليست المحن والظروف سوى عوامل مطلقة لاساس مسبق وكأن المريض ولد وهو يحمل معه حزنه وقلقه لكنه في انتظار ما يطلق الشرارة ..


معظم الناس لا تفكر ...لذلك الناس تكثر من الاحكام المسبقة ..

معظم الناس تنظر الى الاشخاص المخالفين لهم بنفس العين التي نظرو بها منذ عشر سنين وتستمر بالنظر من خلالها حتى الممات...

تحكم على المواقف بنفس الحكم الذي تشكل بناء على افتراض عقله الطفلي حتى عندما يتحتم على المواقف نتائج كارثية ...

تضع نفسها ضمن قوالب واحكام محددة لها ولحياتها لفترات قد تمتد الى عشرات السنين ..

ولكن من اين تشكلت هذه الاحكام "الحاكمة"؟!لقد اتت بكل فوضوية من فوضى عاصفة الحياة

عاصفة المعلومات

عاصفة المواقف

عاصفة خلافات

عاصفة الحروب


ان هذه الاحكام المسبقة هي السكين التي تسير معنا لتقتلنا في يوم من الايام

وكما يقول المثل الشعبي في بلدنا

"كل عنزة معلقة من كرعوبها"

اي كل عنزة مأسورة في بسبب ما تحمله من أخطاء داخلها ..


في حياتي الشخصية

تنشأت على مقولات انت غبي اتت الي من عاصفة الحياة وكنت ارتعش واتخبط مصدقا لهذه المقولة ..فكانت هي السكينة المتجهة لصدري لتقتلني في يوم ما ..حتى صحوب فقررت الخروج من هذا الحكم المسبق عني فاكتشفت اني (غبي حينا وذكي حينا ،جاهل وعالم ) فنظرت للحياة نظرة شمولية بدلا من الارتجاف في نظرتي الضيقة ..

امتلكت الكثير من العادات السيئة

عادت كانت تتجه بي نحو الهلاك

ارتجف وانعطف امامها

حتى استيقظت بصيرتي وقررت التمالك وامساكها ..


الوعي واليقظة هو الحياة

اما النوم فهو شكل من اشكال الموت