إن قصتي مع التغيير هذه الفترة من حياتي مختلفة عما ألفته من قبل..

من قبل كان التغيير يعني لي أن أزيد من انتاجي أكون شخصا أفضل أن أكسب المزيد من الثناء

وأهم من ذلك كله كان التغيير بالنسبة لي مجرد عبارة أكررها دون أعي معناها فأقول بصوت عالي اريد ان اتغير ولكن الى ماذا ولماذا ؟!لا احدد

إذن لماذا أريد أن أتغير؟

ببساطة عبارة سمعتها من الاعلام فرددت صداها دون وعي(على ما أعتقد)...

قصتي الآن مع التغيير مختلفة قليلا

منذ كنت صغيرا كنت أعاني من مشكلة التسويف في دراستي

كنت أتاخر بكتابة وظائفي ،التحضير للامتحانات ...

وطبعا كان ذلك يتلقى عنفا ونقدا من اهلي واساتذتي..

وكبرت وعندي تصور عن ذاتي اني شخص مهمل غير متحمل للمسؤولية ..

والآن أنا في أخر سنة دراسية من جامعتي ومشرف على امتحاني النهائي ..

وطوال السنة كنت غارقا في أنماط التسويف ولوم الذات

لكن اليوم وكأن شعاعا من الوعي ايقظني وابعد عني النوم

استيقظت احتمالات جديدة في عقلي ...

-ماذا لو كنت مبدعا يأبى النمطية خاصة مع تواجد العديد من المواقف والاعمال التي تدعم هذا الإحتمال..

-هل حقا من شكل صوت الناقد الداخلي أثناء طفولتي من أهل وأساتذة كان يتكلم ويتصرف بوعي و ماذا لو كان بعض من أساتذتي أشرار يهدفون لتشكيل العقد في نفوس الطلاب بلا سبب؟ فالسوء موجود باي فئة من الناس ومنهم المعلمين ...

-لماذا أسعى إلى تحقيق معايير مؤسسات خارج نفسي(مدرسة -جامعة) وأشخاص خارجي(المجتمع بكل مكوناته -اهلي) قبل أن أفهم ما المغزى من تحقيق هذه المعايير(بأغلبها بلا مغزى) وفي سبيل هذا السعي أؤذي نفسي وأتعبها وأجلدها !!يبدو لي سعيا غير منطقي...

-هل اجتياز هذا الامتحان يؤدي الى انتهاء المعاناة؟أم ستبزع معاناة جديدة وتستمر الحلقة لذا يجب النظر للامور بطريقة جديدة..

-وأخيرا لاحظت بوميض من الوعي ان كل سلوكياتي وافكاري حتى الايجابية منها تكنف وتبطن مجموعة من المعتقدات اهمها معتقد(انا خاسر في هذه الحياة )

وهنا ادركت انني ان استطعت تغيير هذا المعتقد في نفسي الى معتقد (انا جزء من حلقة استمرار الحياة)

فهذا نجاح اكبر من نجاح الدرجة الاولى بالجامعة

وامجد من نجاح التميز باحد البحوث العلمية

وامتع من نجاح الشهرة على مستوى الجامعة


بقدرتي على التعامل مع افتراضاتي المسبقة التي تلقيتها من اهلي واساتذتي والثقافة المجتمعية بعرض احتمالات منطقية مناقضة وطرح اسئلة جريئة شعرت بالمعنى الحقيقي للتغيير لاول مرة

وساشارككم بمشاركة اخرى طريقي الذي سرت عليه حتى وصلت الى هذا الوعي

وطبعا ساكون سعيدا بسماع تجاربكم ايضا