هاهم ياصديقي يسألونني الآن عن صمتي ،وعن اسباب عزلتي وعن هروبي واختبائي !

الآن بعد أن قضو أغلب سنواتهم يخبرونني بأن اذهب من أمامهم واختفي ،ان وجدوني وبّخوني ،واذا تحدثتَ أخرسوني ،وان رآني احدهم محلّقةً رماني ،وعندما أشتعلت في عيناي الرغبة اطفأوها ،واجبروني على النضجِ مبكرًا وطردوا عني بهجة الطفولة وبراءتها ،وتمادوا حتى هددوني بقتلي ورفعوا اسلحتهم امام وجهي الصغير بكل جرأة ووقاحة !

واليوم اليوم ياصديقي جاءوا ليخبرونني عن مدى استياءهم من سكوتي ومن وقوفي ومن النور المنطفأ في عيناي !

ماذا ارادوا مني ان اقول ؟ أأعتذر أم اشتكيهم اليهم أم أقتل نفسي من هول مارأيتُ من وقاحةٍ وتبجح !

ماذا اقولُ ياصديقي وبماذا أخبرهم وكيف أصمدُ أمام هؤلاء الوحوش الذين يلوموني على مافعلوه بي ؟! .

انا ياصديقي مازلتُ ألملم اشلائي بعد ان جعلوني حطامًا ، وانا منغمسة في هذه المهمة منذ سنوات لقد حطموني حطامًا شديدًا حتى جعلوا هذه المهمة اصعب مما تتخيل ،بقي القليل من الحطام سألملمه على مهل واتفقدُ ذاتي ذرةً ذرة وسأضمد جراحي ايضًا وأطهّرها حتى يخف الألم ويتلاشى ،وسأرفق بعقلي وأتناسى ماكان ،وأمضي في طريقي بدون أن يوقفني احدٌ منهم من الماضي ويلومني ،فدعهم يتركونني أقوم بإصلاحِ ما أخربوه فيني وأواجه العالم بقلبٍ سليم .