بينما أنا منهمكة بإعطاء الدرس في القاعة ، اذا بالباب يطرق... فاذا بأحد الأعوان يستأذن للدخول...

_ السلام عليكم

_ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. مرحبا... هل من خدمة ؟

_ قال: " بحوزتي ملصقا أريد إلصاقه داخل هذه القاعة."

_ قلت: تفضل...

فاتجه مباشرة إلى زاوية السبورة ، وألصق بها الملصق.

مكتوب عليه: شكرا أستاذتي

في الحقيقة... رغم حجم الملصق الصغير ...فقد أدخلت الكلمات المكتوبة عليه السرور إلى قلبي وأحسست بأن هناك من يقول لي شكرا

لقد طالت المعلم والمعلمة والأستاذ والأستاذة هذه الأيام قصص لا حد ولا نهاية لها، وأصبحنا حديث المجالس والاجتماعات... قصة من هنا وواقعة من هناك وأي تعليم هذا الذي يقومون به عن بعد، خصوصا في ظل هذه الظرفية التي شهدها العالم.

و قليل من يلتفت إلى هؤلاء الجنود المجندين طيلة السنة الدراسية، والذين يكونون أمام تلامذهم في الوقت المحدد لهم في جدول حصصهم السنوية يقومون بواجبهم التربوي بكل تفان وإخلاص...

نحن يا سادتي، نحتاج إلى أن تسود الكلمة الطيبة في ما ببننا...

نحتاج إلى تقدير بعضنا لبعض...

نحتاج إلى أن يدعم بعضنا بعضا...

إذا قمت بالقليل، وسمعت كلمة خير في ما فعلت، بادرت إلى الأحسن في المرة المقبلة لا محالة...ذلك لأن الكلمة الطيبة لها أثر كبير على نفوس الأفراد، وبالتالي على المجتمع ككل... وصدق المولى عز وجل إذ يقول" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة أصلها تابت و فرعها في السماء،تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".