كما هو معروف أن عقل الانسان يتكون من المخ و المخيخ و الدماغ البيني و جذع الدماغ..... لكن مع هذه المصطلحات العلمية استعصى علي تخيل هذه العناصر و تشكيلها في تركيبة واحدة لأتمكن من الإستقلال عن عقلي لمراقبته بين الفينة و الأخرى.

لذلك كلما أردت مراقبة عقلي تخيلته منزلا صغيرا أمامه حديقة صغيرة فيها شجرتان، شجرة سوداء عالية متفرعة و متجدرة و شجرة خضراء صغيرة تكاد لا تظهر ، بحيث الشجرة السوداء تمثل أفكاري السلبية للأسف و الشجرة الخضراء هي أفكاري الإيجابية التي تكاد تنعدم. ثم أدخل للمنزل الذي هو عبارة عن غرفة كبيرة تتوسطها طاولة أجلس عليها كلما أردت أن أفكر في شيء مهم. و جدران هذه الغرفة عبارة عن مكتبات كبيرة أغلبها فارغ و المليء منها لا تملأه سوى التفاهات و أشياء لا منفعة فيها. أما بجانب الباب توجد مرآة كبيرة، تمثل صلة وصل بيني و بين العقل اللاواعي لدي، تظهر عليها الأفكار المتشعبة في عقلي. و أخيرا يوجد على الباب ورقة فارغة مكتوب عليها تاريخ اليوم و من المفروض ملأها بالمهام اليومية التي يجب القيام بها.

أحيانا عندما أدخل لهذا البيت أجده مكركب و متسخ، غير مرتب و بارد ، فأشرع في ترتيبه . أولا أسقي الحديقة و أهتم بالشجرة الخضراء و أعطيها ما يكفي من الأفكار الإيجابية ، و أحاول قتل الشجرة السوداء، ثم أدخل للبيت و أمسح الغبار و أرتب الخزانات و أتخلص من كل شيء لا فائدة منه يملأها دون جدوى. ثم أمسح الأرض و الطاولة، و أضع مزهرية فوقها أملأها بالورود التي تتكون عند قراءة القرآن. ثم أتجه للمرآة أمسحها و ألمعها و كلما خرجت فكرة سيئة من اللاوعي و ظهرت عليها أمسحها و أكتب عكسها و أرسلها للاوعي، و أخيرا أكتب مهام اليوم على الورقة الملتصقة بالباب و أحرص أن يكون ضمنها شيء جديد مفيد أضعه في الخزانة. ثم أخرج و أقفل الباب.

بهذه الطريقة أراقب عقلي .