حضرت صديقتي جلسة شرعية لتحصل على ميراث أبيها، وهذه الجلسة إن كنت لا تعرفها هي جلسة يحضر فيها كبار مشايخ البلدة وممثل الشرع وهو طرف محايد لكي يقوم بالفصل في الحقوق

أخبرتني أنهم تراضوا فيما بينهم، ولكن بينما هم يكتبون الأوراق ويتعاقدون فيما بينهم، أخذ الطرف الثاني يقوم بسبهم في تلامز مع الشيخ على هيئة شكوى، وعندما قامت بنهره يا للعجب! قام الجميع بنهرها، وأخذوا يبتزونها بصلة القرابة وكيف أنه لا يمكن للدم أن يصبح ماءًا، ولابد للدم أن يحن، وعندما قالت لهم لكنه هو المغتاب ويجب توجيه اللوم له وتلقينه بإنه كدنا ننتهي من الأمر برمته، فلماذا تصر على ترك انطباعات سيئة وايغار في القلوب؟، لكن شيوخ البلدة قاموا بنهرها مرة أخرى، وواصلوا ابتزازها وايهامها بإنه تفضل عليها بحقوقها ووافق على اعطائها ما هو حق لها!

عادت صديقتي إلى البيت وهي تفكر في مصطلح الظلم المنفذ باسم العدالة، أي أنها تفكر أنهم ارتضوا بالسباب والشتائم لها ولأهلها في مقابل أن تأخذ حقها! بالطبع هي تدرك تمامًا أنهم أرادوا عدم استعدائه أكثر فأكثر ولأجل أن يتم تنفيذ الاتفاق، لكنها تتساءل عن هذا الابتزاز، ميراثها مقابل شتمها وسبها!

يا الله! كيف تتداخل حقوق البشر هكذا وكيف أن هناك حقوق لا يلقى لها بالًا أصلًا، هل تعرضت للابتزاز والمساومة من قبل؟!