شركاتٌ ناشئة تبدأ برأس مال " صِفر " ثم تصلُ خلال عامين إلى الملايين ، مضاربةٌ في البورصة تبدأ بعدّة أسهم ثم تصلٌ في غضون عامٍ واحد الى استحواذٍ على أغلب أسهُم الشركة ، مشروعٌ صغير يبدأ بك ثم يصل الى شركة توظّف المئات خلال مدةٍ قدرها كذا .... وغيرها من الجُمل الحماسية التي سوفَ تسمعها دائماً ممن يقدمون النصائح بشأن ريادة الأعمال ، الأمر الذي سيدفعك للتساؤل عن الحقيقة وراء كل هذا الكلام ؟ أيّه حقيقي وأيه مجرد أكاذيب لا هدف منها سوى إضاعة للعمر والجهد دون فائدة ؟
في أثناء بحثي عن هذا الموضوع ، قررت تجاهل كلّ من يقدّم لي وعوداً وخططاً سريعةً للثراء ، فكافة الشواهد حولي تقولُ بأنها لا تعدو مجرّد كونها نظريات لا يمكن تحققها وإن تحققت فغالباً ما سيكون هذا نتيجة الصُدفة . وعوضاً عن ذلك بدأت التركيز في " تعلّم " كيف أبدأ عملي الخاص بناءً على خطواتٍ مدروسة وإلمام بكافة المهارات التي ينبغي عليّ اكتسابها .
مجموعة متعددة من المفاهيم التي تعثرت بها أثناء هذا البحث ركز أغلبها على تنمية جانب التفكير والعقلية الريادية وتسخير الابداع من أجل الوصول الى أفكار عظيمة واغتنام الفرص الجيدة ، وذلك لأن نجاح المشاريع لا يتعلق بالجانب التنفيذي فحسب وإنما يتعلق كذلك بترتيب أفكارنا وطريقة نظرتنا للأمور .. أما بالنسبة للتنفيذ فقد ركزت أغلب المفاهيم على جانب التخطيط والهيكلة واطلاق الاستراتيجيات والتمويل .
في نهاية بحثي القصير خرجتُ بقناعةٍ مفادها أن إنشاء الشركات الصغيرة واستمراريتها ونجاحها أمرٌ مبنيّ في الأساس على الرؤية الجيدة والتخطيط المُتقن والتمويل ومن ثمّ المثابرة والمتابعة الجيدة ، عدا هذا فلا مجال للمخاطرة وإهدار الوقت والجهد والمال والسير وراء العبارات الرنانة خاصةً في ظلّ المنافسة الشرسة بين الشركات العالمية وهيمنتها على السوق التجاري .
ماذا عن عن تجربتك مع المشاريع الصغيرة .. وكيف تُقيمها ؟