العمل الحر أولا
بدأت العمل الحر سنة 2020، وعملت ككاتب محتوى ومعلق صوتي لمدة عامين تقريبا، إلى أن قررت أخيرا دخول التجارة الالكترونية لأني كنت أرى أنها أفضل من العمل الحر، وأن التجارة فيها إمكانية نجاح أكبر بكثير من العمل الحر...
الانطلاق في مجال التجارة الالكترونية
وبدأت رحلتي أولا في التجارة الالكترونية سنة 2021 بمشروع فاشل خسرت فيه 70000 دينار جزائري (حوالي 400 إلى 500 دولار)، هذا دون أن أتوقف عن العمل الحر، ثم في سنة 2022 بدأت تجارة كلاسيكية على أرض الواقع (طاولة بيع العطور الزيتية في الأسواق وأمام المساجد) وامتد هذا المشروع لأدخله رسميا في التجارة الالكترونية في سبتمبر 2022، حيث فتحت صفحة سميتها "عطور هارون الرشيد" وانطلقت انطلاقة جيدة في المجال، وكنت رغم رأس المال والإمكانيات المحدودة جدا أحقق حوالي 100 طلبية شهريا على الأقل، واستمر هذا المشروع لأكثر من سنتين، حيث باء بالفشل في الأخير لعدة أسباب.. أهمها:
رأس المال قليل ومحدود
كأرقام: انطلقت في مشروع "عطور هارون الرشيد" برأس مال لا يتجاوز 50000دج (300 دولار تقريبا) فقط! ثم تعاونت مع بعض الأصدقاء عدة مرات واقترضت... وكنت أعمل برأس مال يتراوح بين 100000 و200000دج (700 إلى 1500 دولار) خلال هاذين العامين.
رأس المال هذا كان محدودا جدا بالنسبة لما يمكن المنافسة به بقوة في التجارة الالكترونية، وما زاد الطين بلة أنني كنت أصرف الكثير على التزاماتي الأسرية كأب ورب أسرة، فكانت معادلة المداخيل والمخاريج في إفلاس دائما! وهو الأمر الذي لم يسمح للمشروع بالانتعاش وتراكم رأس المال.. رغم أن المشروع كان رائعا جدا وكان على وشك تحقيق نجاحات هائلة! لدرجة أنه وبعد توقفي التام منذ سنة ونصف أو أكثر، لا زال الناس يتصلون بي إلى اليوم ويرغبون في الشراء مني!.. وفيديوهاتي لا زالت تحقق مشاهدات.
مع بدايات سنة 2024 صارت الأمور أصعب، المنافسة في المجال صارت أكبر، والمقاومة برأس المال القليل صارت شبه مستحيلة.
فقررت بعد ما يقارب عامين من الانقطاع:
العودة للعمل الحر
عدت لحساباتي على خمسات ومستقل، أعدت تنظيم الحسابات، أعدت صياغة الخدمات والبورتفوليو والأسعار، وعدت رسميا لمجال العمل الحر، واستمررت على تلك الحال إلى أن توقفت تماما عن ممارسة التجارة الالكترونية، وأصبحت أعتمد بشكل شبه كلي على العمل الحر على الأنترنت، كما أطلقنا مشروعنا esooq الذي كان أيضا تجربة صعبة لا زلنا نقاتل معها إلى اليوم لعلها تنجح.. يوما ما.
الخلاصة:
لا أقول أنه لا يمكن تحقيق النجاح في مجال التجارة الالكترونية برأس مال قليل، لكني أقول أنه صعب، خاصة لمن كانت عليهم التزامات كثيرة مثل إعالة أسرة..
إذا كنت مصرا على مجال التجارة الالكترونية برأس مال قليل.. فأنصحك أن تطلقها كمشروع جانبي إلى جانب مصدر دخل ثابت، وأن لا تصرف أبدا من أرباح المشروع حتى ينجح ويصل إلى مستوى قوي لا يضر معه أخذ الأرباح منه.
وأنت: إذا كانت لديك تجربة مشابهة، شاركها معنا في التعليقات ليستفيد الجميع..
التعليقات