إن المزيد من المعلومات ليس بالضرورة أفضل، كما أن المعلومات الأقل ليست بالضرورة أفضل، هكذا افتتح نيك أندرسون ورقته البحثية التي عنونها بـ(الإفصاحات في البيانات المالية تعكس بشكل أفضل احتياجات المستثمرين).

شركاؤنا هم الذين يدعمون مؤسستنا بالمال، إنهم هم من يضخون السيولة التي تمثل بالنسبة للشركة الدم بالنسبة للإنسان، إنهم أولئك الذين كان ماركس يشتمهم في كتابه ويقول عنهم أنهم برجوازيون متعفنون، وأنا أتفق معه.

وبالتالي ونظرًا لبرجوازيتهم هذه ومدى ما يملكونه من مال فهم أهم من يجب إطلاعهم على معلومات شركتنا ليتمكنوا من اتخاذ قرارات مالية سليمة بخصوصها، لعلنا نصبح أغنياء حينها مثلهم.

وعندما يتخذ شركاؤنا قراراتهم فهم يتخذونها بناء على ما نعطيهم من معلومات تجاه العمل، وبالتالي عندما لا تكون هناك معلومات كافية، قد لا يتمكن الشركاء من اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن الشركة.

وهذا أمر بديهي ولهذا ليس هو موضوع النقاش في مساهمتي، لأن المشكلة الحقيقية تكمن عندما يكون هناك معلومات كثيرة تشوش على المعلومات الفيصلية.

إذ يمكن أن تؤدي الفوضى في المعلومات إلى إغفال شركاؤنا للمعلومات المهمة، أو خلق عمل إضافي غير هام يضيع الوقت بشكل كبير، مثل أن يضيعوا الوقت في تحديد المفيد من غير المفيد، أو يتخذوا إجراءات إدارية لا أهمية لها، اللهم إلا لو كان هذا القرار هو زيادة حصتي في الأرباح فهنا هذا أهم قرار يمكن أن يتخذوه (أمزح).

وفي ظل الأزمات المالية يكون هناك الكثير الكثير من المعلومات التي تحاول أن تحدد أسباب الأزمة المالية وتعالجها مما قد يؤدي إلى التشويش بشكل كبير على المعلومات المهمة، إذ قد تصل التقارير إلى ٢٥٠ صفحة والمعلومات المهمة متناثرة في الصفحات ١٨٠ مثلًا، فتخيلوا حجم المعاناة لجمع المعلومات الهامة.

كما أن التقارير المالية والسوقية كتقرير الميزانية العامة، وتقرير وضع السوق، وغيرها الكثير من التقارير التي لا نختلف على أهميتها قد تكون في معظمها مليئة بالمعلومات التفصيلية التي لا طائل منها.

فمن وجهة نظركم، ما هو مقدار الإفصاح الذي ندين به للشركاء فيما يتعلق بالأزمات المالية أو الخطط الجديدة؟