تشرّفتُ بالتعاون مع أحد متاجر عسل النحل الأصلي الإلكترونيّة ذات مرّة. والحق يقال أنه واحد من المشروعات الرياديّة التي أبرهتني وأثّرت عليّ إلى أبعد حدٍّ. فقد غيّر هذا المشروع منظوري عن الرقمنة إلى الأبد.

من خلال خبراتي السابقة، كنت مستقرًّا في فترةٍ ما، وبصورة تلقائيّة، على فكرة اقتصار الرقمنة على المشروعات الرقميّة المعروفة. وهي تلك المشروعات التي تعتمد بشكلٍ موسّعٍ على التعامل عن بُعد والتقنيات الرقميّة في الاتصال بالمستهلك وإتمام عمليات البيع والشراء.

لكنّني ذات مرّة، ومع عملي على متجرٍ إلكترونيٍّ لبيع منتجات عسل النحل، أدركتُ أن دور الرقمنة أبعد بكثير من أن يكون متمثّلًا في إتمام عمليات البيع والشراء فقط. من الممكن أن يكون لها الدور الأوّل والأخير في إدارة المشروع بأكمله.

كيف يدير هذا الرجل مشروعه بالكامل عن بُعد؟

عندما دخلتُ في صلب المشروع، أدركتُ أن صاحبه هو من يعمل على خط إنتاج العسل في منحله بالسعوديّة. والمبهر في الأمر أنه لم يكن يغادر المزرعة إلّا في ظروف قليلة جدًّا. وفي هذا السياق، يدير الآتي من المنزل:

  •  يوظّف مستقلّين لإدارة المحتوى والتسويق الإلكتروني لمشروعه، على المتجر ومنصّات التواصل.
  • يوظّف مستقلّين من أجل الاستشارات المحاسبيّة وإتمامها.
  • يوظّف مستقلّين من أجل المشكلات البرمجية والحلول والتصميمات الخاصة بمتجره على الإنترنت.
  • يتعاقد مع شركات الشحن وشركات التغليف عن بُعدٍ.
  • يوظّف مستقلًّا يعمل كمدير أعمال، يساعده على إتمام عمليات التوظيف والخيارات المختلفة.

في هذا السياق، هل ترون أننا نستطيع في أي ظروف اقتصاديّة إدارة مشروعنا بهذا الأسلوب؟ وما هي مميّزات وعيوب هذا النموذج وأسلوبه؟