لله الحمدُ والمنّة، وله الفضلُ على تمام النعمةَ، وبعد

لا شك أن المحامي هو إنسان يحتك ويعمل مع مختلف شرائح المجتمع لا سيما المصالح التي تتسم بالشر والقذارة، المهنة تجعلك تفقد الشعور السليم حول الصدق والأمانة الثقة الوعد الصادق، جل هذه المعاني الجميلة تكون معدومة في هذه المهنة إلا من رحم، فتجد أصحاب شهادات عليا وأصحاب علوم ولحى لكنهم كاذبون، في سبيل الحصول على حقوق غيرهم، تجد في المهنة الغني البخيل المتبجح المتعالى، وتجد الفقير الذي لا يقوى على شئ الفاقد لكل شئ، ويريد الوصول للحقيقة، وانتزاع حقه، تجد ذمم تباع وتشترى، تجد وعود كاذبة عبارة عن خيال وسراب، بصراحةالمحاماة عبارة عن (مستنقع) ، ترى وتسمع فيه شئ عن كل شئ، فعلاً إنها مهنة صعبة بل إنها مهنة الجبابرة، وهي من أصعب المهن في هذا الزمن تحتاج للتعمق والثقافة والمعرفة والقراءة المستمرة، فالمحامي يجب أن يكون له معرفة ولو بالحد الأدنى بالطب والهندسة والبناء والزراعة والحيوانات وأمراضها وتربيتها، لديه معرفة بالنجارة والحدادة والتعليم والمحاسبة، بمعني يعرف شئ عن كل شئ.

لا أريد الحديث عن سلبيات المهنة من الغضب والتوتر العصبي ولا أريد التحدث عن الخلافات الدائرة في سبيل الوصل للحقيقة التي يدعيها الموكل سواء كانت حقيقة أم غير ذلك، هذا شئٌ مما أجراه قلمي حول مهنتي احببت أن أنقله لكم.

تقبلوا تحياتي أصدقائي.