على الرغم من الأزمات البيئيّة والصحيّة الناتجة عنها، لا يمكن لأي شخص إنكار الأهمية الاقتصادية لخطوط إنتاج السجائر ومنتجات التدخين بأنواعها. ولا يسعنا إلّا أن نعترف بأن مختلف الشركات العاملة في هذا المجال من الصعب جدًّا أن تواجه أزمات الركود التي تواجهها الشركات الأخرى.

في ضوء ذلك، وعلى الرغم ممّا نتفق عليه جميعًا، خرجت شركة بريتش أميريكان توباكو (الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ) علينا منذ عدّة أشهر في مصر بخبر غريب للغاية، حيث قرّرت الشركة العريقة التي أنشئت في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي أن تصفّي أعمالها في السوق وتنسحب وتختفي تمامًا.

لماذا قد تتخذ شركة في مجال اقتصادي غزير قرارًا بالتصفية؟

في ضوء هذه القصّة الملفتة للنظر، بالتأكيد انهالت علينا التقارير الصحفيّة حول أهم الأسباب. والتي كان من أبرزها الركود الاقتصادي الذي يعانيه السوق، وارتفاع أسعر منتجات التدخين بصورة مفاجئة ممّا تسبّب في تعزيز هذا الركود.

لكن من الجهة الأخرى، اعتنيتُ أنا باهم التفاصيل الرئيسيّة التي من خلالها تتخذ إدارة المشروع قرارًا بالتصفية. وتتمثّل تقنيًا في الآتي:

  • عجز المشروع عن سد مديونيّته.
  • إجماع أعضاء مجلس الإدارة على قرار التصفيّة.
  • انسحاب أحد الشركاء أو المموّلين الرئيسيّين.
  • تفاقم الخسارات.
  • صدور حكم قضائي بتصفية الشركة.

لكن ما لا أفهمه هو أن مثل هذه الشركات الضخمة تمتلك فرصًا للعودة من وجهة نظري، على الأقل في سوق أقل اتساعًا. لكنه في النهاية قرار أسهل بعض الشيء من أن نمحو اسم المشروع من الوجود.

في رأيكم، متى نضطر إلى اتخاذ قرارٍ بتصفية المشروع؟ وإذا لم نتخذ هذا القرار في وقت مناسب، هل من الممكن أن يتسبّب ذلك في مضاعفات؟