نتعرض في بعض الأوقات للضغط والتوتر أثناء العمل، ونرتكب أحيانًا بعض الأخطاء نتيجة لذلك. وقد نشعر بالخوف والتوتر من رد فعل المدير والاعتراف له ومن تأثير الخطأ على العمل، لكن الخطأ يحدث مع الجميع ويمكن التعامل معه باحترافية وأن نجعله فرصة للتعلم والتطوير من انفسنا. 

أثناء عملي مع شركة تعمل في مجال كتابة الأبحاث والمقالات العلمية ومشاريع دراسة الجدوى، كنت المسؤولة عن أحد مشاريع دراسة الجدوى مع عميل من الخارج، وأتعامل مباشرة مع العميل خطوة بخطوة ونتبادل المعلومات نظرًا لعدم معرفتي في البيئة التي سيتم التنفيذ فيها، غفلت أثناء الدراسة عن عامل المناخ وتأثيره على المشروع.

كان المناخ عامل مهم بالنسبة لطبيعة المشروع، وقبل الانتهاء من المشروع والتسليم بأسبوع اكتشفت هذا الخطأ الذي أضطرني إلى إعادة العمل على نقاط أخرى أيضًا. فتواصلت مع صديقة قريبة مني لأخفف من حدة توتري، ونصحتني بما يلي:

1. السيطرة على مشاعري، فقد شعرت بالفزع في البداية نظرًا لاقتراب موعد التسليم، لكن تمالكت نفسي سريعًا فأنا احتاج لتصليح الأمر والفزع لم يكن يساعدني. 

2. بالتفكير بشكل إيجابي فلا زال هناك وقت ويمكن تصحيح الخطأ فهو ليس مسألة حياة أو موت ويمكن التعامل معه.

3. الاعتراف بخطأي للمدير والاعتذار وإخباره بأنني سأصلح خطأي سريعًا وأن أكون مسؤولة عن خطأي وعدم لوم غيري عليه لكي أتخلص من المسؤولية. حيثُ ان المدير في تلك الحالات يركز على رد الفعل وطريقة تعامل الموظف مع هذا الخطأ وطريقة تصحيحه، لذلك حاولت ان أتصرف باحترافية.

4. مراجعة المشروع من البداية بشكل دقيق للتأكد من عدم اغفال أي عامل آخر وعدم وجود أي خطأ آخر، ونصحتني أيضًا أن اتمهل أثناء المراجعة والتدقيق لعدم ارتكاب نفس الخطأ مرة ثانية.

5. حرصت أيضًا على عدم تأثير هذا الخطأ على أعمالي الأخرى، فقمت بتصحيح الخطأ في وقت إضافي بعد الانتهاء من العمل. 

6. بعد ذلك، أصبحت احرص على مراجعة جميع المتطلبات للعمل أكثر من مرة كي لا يتكرر هذا الخطأ مرة أخرى. 

في بيئة العمل يهتم المدراء في هذه الأخطاء لأنها تُظهر احترافية الموظف في التعامل مع الضغط والمشاكل والأخطاء، لذلك فطريقة تعاملنا وحلنا للمشاكل أمر مهم في كسب ثقة المدير بالموظف وتفويض الأعمال والمهام له ويجب أن تبقى متيقظ لحلها بسرعة. 

إذًا أخبرني هل مررت بتجارب مشابهة أثناء العمل وكيف تعاملت مع هذه الأخطاء؟ وكيف كانت رد فعل المدير على تلك الاخطاء؟