وددت لو ان عندي نشاط ثابت ومنتظم امارسه واستمتع به كل يوم، اعتقد بأن الروتين شيء يبعث على الاستقرار النفسي ويتيح للإنسان أن يطور نفسه بهدوء

ولكن عندما احاول ان اطبق هذا الأمر أجد انه من اصعب الاشياء التي اواجهها

فسرعان ما يفقد العمل روحه التي تدفعك للمواصلة فتشعر بالملل وانسداد الافق

ولذلك فالأمر له جانب مرتبط بالشخصية جانب نفسي يتفاوت فيه الناس بينهم البين، والسؤال كيف نعرف هذا الفرق بين من يحب الروتين والشخص الذي لا يحب الالتزام بالعمل الثابت، لا يعني بالضرورة ان الشخص اذا لم يحب الالتزام بالعمل انه عدو للالتزام او غير منتج ولكن يعني أن له مسارات اخرى في الحياة تتناسب مع طبيعته النفسية 

هناك مميزات لصاحب الروتين لا يتمتع بها صاحب العمل الحر وهناك مميزات لصاحب العمل الحر لا يتمتع بها صاحب الروتين

نذكر منها أن صاحب الروتين أقل عرضة للتشتت وضياع الوقت ولكنه أقل قدره على التفكير والابداع لأنه يتبع المنهج ويتعلم بواسطة التكرار للعمل بينما صاحب العمل الحر أكثر عرضه لمنحنيات الصعود والهبوط واكثر خروجا من الصندوق مما يعني انه يلتقي في طريقه بالكثير من الافكار الابداعية ولكنه اقل قدرة على إدارة المشاريع الكبيرة لأن المشاريع الكبيرة تتطلب التزاما صارما بالوقت.

من الوظائف التي يجيدها صاحب الروتين أي عمل حكومي ثابت كالتعليم والطب والجيش واي شيء يستدعي النوم باكرا والاستيقاظ باكرا

بينما صاحب العمل الحر هو أقرب للعمل الفني والادبي وربما الفلسفة والفكر والتنظير الذي لا يتأتى الا بأعلى درجات المزاج.

 في مجتمعاتنا مازالت ثقافة العمل متدنية وكل ماعلى الإنسان ان يجد وظيفة والاصح أنه يسأل نفسه هل تناسبه الوظيفة ام لا لأن الوصول لوظيفة مناسبة اهم بكثير من مجرد العمل فهو اقرب للابداع والاثمار الذي يسمح لصاحبه بأن يطور من نفسه ويتقدم للأمام