أصبح الإنترنت هو المحرك الأساسي والأول لأغلب الأنشطة التجارية المعاصرة، فبمجرد أن يخطر في بالك فكرة مشروع، أول ما تفكر فيه هو تصميم الشعار الخاص به واختيار اسم النطاق المناسب والبدء في إطلاق الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهاتف الذي سيكون منصة الاتصال بينم وبين المستخدمين أو العملاء، وتبدأ مباشرة في التخطيط لتصميم الهوية البصرية للنشاط التجاري. 

أرى أن الهوية البصرية والتي من مكوناتها ( الشعار - نوع الخطوط - الألوان …..إلخ) هي عنصر مهم للغاية في استمرار نجاح الأعمال بشكل عام، والدليل على ذلك هو تمسّك الشركات الكبرى والأنشطة التجارية الضخمة بهويتها البصرية وحرصها على الحفاظ عليها بدون تبديل أو تعديل في أغلب الأحيان. 

لنأخذ جوجل على سبيل المثال، منذ بداية إطلاقه، وهو يحافظ على الألوان والشعار الخاص به وخصوصا الألوان المكوّنة للشعار، وهو ما يبرهن على أن الهوية البصرية هي عنصر جذب مهم للغاية لأي نشاط تجاري يرغب في الإستمرار في النمو والتطور والنجاح بصورة دائمة داخل السوق. 

كم تشكل الهويّة البصرية من النسبة المئوية لنجاح المشروع؟

هناك بعض الأراء التي تقول بأنه يجب إيقاف التفكير في كل شيء حتى يتم الانتهاء من تصميم الهويّة البصرية بالكامل، وهذا الرأي يبدو منطقياً للأنشطة التجارية الكبيرة والتي تتطلع إلى انتشار ضخم داخل الأسواق، لأنه سيكون من الصعب الاستمرار مع هويّة بصرية عادية وغير جذابة. 

لكن أحياناً أرى أن الهوية البصرية هي شيء مهم لكن لا يجب أن تكون هي المحور الأساسي لاهتمام النشاط التجاري، حيث هناك الكثير من الأمور التي يجب الاهتمام بها مثل الخدمات أو المنتجات التي سيتم توفيرها للعملاء أو المستخدمين، وكذلك خدمات الدعم الفني والتسويق والمبيعات والقائمة تطول… 

كوني مطوّر مواقع وتطبيقات ويب، أرى كثيراً روّاد أعمال يخططون لإطلاق النشاط التجاري الخاص بهم عبر الإنترنت، ثم يبدأ في استغراق الكثير والكثير من الوقت في العمل على تصميم الهويّة الأرضية، فينتقل من مصمم أو مصمم آخر ومن شركة إلى أخرى، ويستغرق الكثير من الوقت في محاولة الوصول إلى أفضل حلول للهويّة البصرية الخاص بأعماله، وفي المقابل يهمل في التركيز على الجوانب النهائية التي سيتم تقديمها للمستخدمين أو العملاء، وخصوصاً الجانب التسويقي. 

بالنسبة للبعض، الهوية البصرية هي كل شيء ولا يمكن السير قدما نحو أي شيء إلا بعد أن يكون لديه هويّة بصرية تم إعدادها بأعلى مستويات الاحترافية والجودة. 

بالنسبة لآخرين لا يعتبرون أن الهويّة البصرية هي عنصر نجاح أساسي، وأن التركيز على جودة الخدمة أو المنتج هو المعيار الأكثر أهمية للوصول إلى النجاح والنمو المنشود.

الأخ عمر اسماعيل عرض بعض التجارب الخاصة به مع إنشاء الهوية التجارية واقترح أن تكون نسبة الإهتمام بها في حدود 10 إلى 20% من إجمالي الوقت والجهد المطلوب للعمل على المشروع، وكانت مشاركة مفيدة:

أذكر هنا تجربة خاص بي، وهي أول مدوّنة أقوم بإطلاقها عبر الإنترنت، كانت بالاشتراك مع اثنين من أصدقائي وقتها، وقضينا الكثير من الأيام في الإجتماعات داخل الجامعة (كنا لا نزال طلاب في كلية الهندسة)، واجتماعات أخرى في المقهى، وأخرى في منزل أحدنا، وكل هذه الإجتماعات كان العمل فيها يجري على تصميم الهوية البصريّة للمدونة 

في النهاية وبعد أكثر من 5 أسابيع تقريباً، توصلنا إلى تصميم الشعار، وقمنا بتصميم المدونة وإط

لاقها بالفعل، لكن كانت الألون داخل المدونة تختلف كلياً عن الألوان المستخدمة في اللوجو( كان تفكيرنا وقتها أن الهويّة البصرية = الشعار ) ^_^

إذا بالنسبة لك، كم النسبة التي يمكن أن تستحقها الهويّة البصرية من إجمال الوقت والجهد والميزانية الموضوعة للمشروع ككل؟