في كتاب قواعد السطوة تطرق روبرت جرين لعدة قوانين، ستساعدنا برأيه على تغيير نتائجنا نحو الأفضل . تطرق الكاتب ل 48 قانون بإمكانها مساعدتنا في الحياة العملية، وتغيير استراتيجياتنا المتبعة؛ من أجل الوصول للطريقة المثلى في التعامل . لكن ما لفت انتباهي هو عبارة: تودد كصديق لتراقب كجاسوس! 

كيف يمكن أن نقدم هذه النصيحة للناس ونقول أن هذا القانون مهم في أعمالنا،فهذا برأيي أمر لا أخلاقي! وبعد أن اتهمت هذا الكتاب بأنه فج وغير أخلاقي وجدت أننا مررنا بتجارب كثيرة كهذه، وحتى لا أدعي المثالية؛ فأنا وجميع من يعمل في مجال صياغة الخطط والاستراتيجيات، وحتى معظم رواد الأعمال نطبق هذا القانون تحت بند معرفة المنافسين ودراسة السوق ونضعه في قالب يسمى ال swot  فعندما نحدد نقاط الضعف والقوة، نكون بحاجة لمعلومات مصيرية ستؤثر على قراراتنا، وعلى خططنا ولهذا نلجأ للبحث والاستكشاف وأحياناً التودد لمنافسينا أنفسهم من أجل سؤالهم أسئلة خفية تساعدنا للوصول إلى أي معلومة حول نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم المخفية .. 

ذات مرة أثناء مساعدتي لنادي رياضي من أجل زيادة مبيعاته زرت كافة الأندية الرياضية في المنطقة لأعلم كيف يعاملون زبائنهم، وكم عددهم، وما هي الخدمات التي يقدمونها، وتعرفت على مميزاتهم كل على حدى وأثناء حديثي مع مسؤولة أحد الأندية علمت أنها تبيع مكملات بسعر رخيص وحين تتبعت الأمر توصلت لمصدر هذه المكملات وأصبح بإمكاني التواصل معه وأخذ نفس المنتج، وفي نادي آخر وجدت أن من مصادر الدخل هو شراء البرنامج الغذائي ولكن كان ذلك النادي يقوم بطباعة الأنظمة من الإنترنت أي أنه غير مصمم خصيصا لكل لاعبة على حدى وهنا أدركت أهمية وجود أخصائية تغذية تتعامل بمصداقية وتوفر لكل لاعبة ما يناسبها حسب التحاليل الطبية . 

معظم السيدات في تلك المنطقة لا يرتادون النوادي من اجل اللياقة، وإنما من أجل إرضاء الزوج وبالتالي كان هذا مدخل جديد لبيع منتجات تجميلية، و أضفنا ميزة توعوية يوم بالأسبوع تقدمها أخصائية نفسية مختصة بالعلاقات الأسرية، وكانت الجلسات مجانية في ظاهرها؛ إلا أن تكلفتها محسوبة ضمن الاشتراك الشهري. وأصبح النادي الجديد يوفر للسيدات الدعم النفسي بالإضافة للصحة والجمال وهكذا استطاع أن يعمق ولاء زبائنه به. 

لكن ما رأيكم بمقولة روبرت جرين؟ ومتى يمكن أن تكون هذه القاعدة متعارضة مع قواعد المنافسة الشريفة؟ وهل صادفتم مثل هذه المواقف في حياتكم؟