أتذكر قصة مشهورة حول التفكير التصميمي حيث كانت هناك شركة لصناعة الصابون في اليابان، وفي يوم ما تلقت العديد من الشكاوى من العملاء بسبب أنهم بعد شرائهم لعلب الصابون يجدونها فارغة فلم تكن تمتلك الشركة آلة لتحديد العلب الفارغة من العلب الممتلئة في ذلك الوقت، فأقترح أحد المهندسين تصميم آله تعمل بأشعة الليزر لاكتشاف العلب الفارغة أثناء سيرها على سير التعبئة، وبالرغم أنه كان حل مكلف جداً ولكنه كان مناسب، ومن ناحية أخرى وضع أحد عمال التغليف مروحة كبيرة وقام بتوجيهها أمام السير من أجل تطاير العلب الفارغة قبل وصولها لصناديق التعبئة وهذا حل مناسب أيضاً ولكنه ليس مكلف.

 ومن هنا يظهر أهمية التفكير التصميمي Design thinking  من أجل حل المشكلات بطريقة إبداعية، وإبتكارية، وبالتالى تحقيق النمو في الشركة من خلال فهم احتياجات الجمهور المستهدف، والاهتمام بالعملاء بالتركيز المباشر عليهم من أجل العمل على إرضائهم، وحل المشكلات الكبيرة وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة مع تحليل ومعالجة البيانات والعمليات بصورة دقيقة حيث يُستخدم التفكير التصميمي اليوم في كبرى الشركات العالمية مثل شركة Google ، Apple، Nike، والذي يعتمد على عدة خطوات مهمة ومنها:

  1. التعاطف (Empathize )، وهو فهم المشكلة بشكل عميق بأن أضع نفسي مكان العميل، وأتخيل ما يعجبه وما لا يعجبه، وكلما زاد تخيلي أكثر زادت احتمالية إيجاد حلول مناسبة للمشكلة.
  2. تحديد المشكلة ( Define ) من خلال فلترة البيانات والمعلومات المتاحة حتى يتم معرفة نوعية المشكلة.
  3. عمل عصف ذهنى (Ideate) بالتفكير فى حلول مبتكرة تعمل على حل المشكلة سواء كانت أفكار قابلة للتنفيذ أو أفكار خارج الصندوق.
  4. تطوير نموذج أولى (Prototype) فأنه بعد التوصل لحل مناسب يتم تطوير الأفكار من خلال تحديد أفكار معينة لتنفيذها على أرض الواقع.
  5. عمل اختبار ( Test) عن طريق اختبار تلك الأفكار من خلال العملاء أنفسهم، وتسجيل ومتابعة ملاحظاتهم بدقة شديدة حتى تتمكن من تطويرها بشكل يحقق الأهداف المطلوبة.

ما هي جوانب تطبيق التفكير التصميمي في بيئة العمل، وهل يمكننا تطبيقه في حياتنا بشكل عام كطريقة تفكير؟