الشباب .. هي أكثر المراحل العمرية حساسية ... فكثير منا ترتسم معالم حياته في هذه المرحلة و بالأخص مرحلة ما بعد التخرج و الدراسة , فالسيناريو العام أن معظم الشباب بعد الانتهاء من الدراسة يحاولون الدخول في سوق العمل

مهلا علي ... أنا لا أقوم بعرض أفكار معروفة و لكن كعادة كل مقال .. لا بد من مقدمة

ما أريد الحديث عنه هو نوع الطريق الذي نسلكه

منا من يريد العمل بوظيفة و راتب ثابت و منا من يقرر البدء بمشروعه الخاص ليكون هو سيد نفسه

لا أريد أن أتكلم عن الطبقة الغنية التي تستطيع البدء بمشاريع عديدة و تخسر و تربح دون أن تتأثر , بل أريد الحديث عن الطبقة المتوسطة و الحيرة التي يحملها كل شاب من هذه الطبقة

فأن تتوظف يعني أنك قد دخلت السجن من الثامنة إلى الرابعة

و أن تبدأ بمشروعك الخاص يعني أنك تغامر بكل ما لديك ... بموقفك أمام أهلك و أصدقائك و أقربائك ... بأموالك القليلة ... بجهدك و تعبك

هذه الحيرة التي دائما ما تكون محط نقاشات الشباب في هذه المرحلة العمرية

مرة كنت أحاول إقناع أهلي بأنني أريد فتح مطعم صغير ... فكان رد أمي كرد أغلب الأمهات .. أنت درست الهندسة خمس سنوات و أصبحت الأول على جامعتك لكي تفتح مطعم ؟ لم تقصد أمي طبعا الإساءة للمطاعم و لكنها تقصد أن هناك مسافة شاسعة بين دراستي و بين ما أصبو إليه .

كان جوابي هو أليس امتلاك مطعم صغير أكون حرا به أفضل من أن أعاني من مدراء العمل في الوظائف و لا أضمن استقرارا طوال حياتي ؟

لا أدري .. أقلت هذا الكلام لمجرد النقاش أم أنني حقا مقتنع به

إذا افترضنا أن العائق الأول هو المغامرة المادية و النفسية , و العائق الثاني هو أن الإنسان غالبا تكون مشاريعه بعيدة عن تخصصه و دراسته

و هما عائقان ليسا بالأمر السهل

و لكن بالمقابل:

ألا يوجد عدد كبير من الإيجابيات ؟

يكفي أنك لن تكون مضطرا لسماع عبارة ( ارسل لي السي في و سأتكلم معك ) و طبعا لن يتكلم معك

أليس هذا السن هو أفضل سن للمغامرة ؟ أقصد قبل أن يكون لديك زوجة و أطفال و مسؤوليات

ألن تشعر بالاستقرار و الراحة طالما أن العمل عملك و لا يوجد من يهددك بالطرد او تخفيض الرواتب ؟

ككل شيء في الحياة .. فيه إيجابيات و فيه سلبيات ...

ففي أي الفريقين أنتم ؟